طربت وهل بك من مطرب   ولم تتصاب، ولم تلعب
صبابة شوق تهيج الحليم   ولا عار فيها على الأشيب
وما أنت إلا رسوم الديار   ولو كن كالخلل المذهب
ولا ظعن الحي إذ أدْلجت   بواكر كالأجل والربرب
ولست تصب الى الظاعنين   إذا ما خليلك لم يصبب
فدع ذكر من لست من شأنه   ولا هو من شأنك المنصب
وهات الثناء لأهل الثناء   بأصواب قولك فالأصوب
بني هاشم فهم الأكرمون   بنو الباذخ الأفضل الأطيب
وإياهم فاتخذ أولياء   من دون ذي النسب الأقرب
وفي حبهم فاتهم عاذلا   نهاك، وفي حبلهم فاحطب
أرى لهم الفضل في السابقات   ولم أتمن، ولم أحسب
مساميح بيض، كرام الجدود   مراجيع في الرهج الأصهب
مواهيب للمنفس المستراد   لأمثاله، حين لا موهب
اكارم غرّ حسان الوجوه   مطاعيم للطارق الأجنب
وردت مياههم صاديا   بحائمة، ورد مستعذب
فما حلأتى عبصى السقاة   ولاقيل: يا أبعد و لا يا أغرب
ولكن بجأجاة الأكرمين   بحظي في الأكرم الأطيب
لئن طال شربي بالآجنات   لقد طاب عندهم مشربي
أناس إذا وردت بحرهم   صوادي الغرائب لم تغرب
وليس التفحش من شأنهم   ولا طيرة الغضب المغضب
ولا الطعن في أعين المقبلين   ولا في قفا المدبر المذنب
نجوم الامور إذا إدلمست   بظلماء ديجورها الغيهب
واهل القديم، واهل الحديث   إذا عقدت حبوة المجتبى
وشجو لنفسي لم انسه   بمعترك الطف فالمجنبي
كأن خدودهم الواضحات   بين المجر إلى المسحب
صفائح بيض جلتها القيون   مما. تخيرن من يثرب
او قل عدلا عسى أن أنال   ما بين شرق إلى مغرب
رفعت لهم ناظري خائف   على الحق يقدع مسترهب