‍‍‌‏‏‎رجائي بعيد والممات قريب   ويخطئ ظني فيكم ويصيب
‍‍‌‏‎متى تأخذون الثأر ممن تالبوا   عليكم وشبوا الحرب وهي ضروب
‍‍‌‏‎فذلك قد أدمى ابن ملجم شيبه   فخر على المحراب وهو خضيب
‍‍‌‏‎وذاك تولى السم عنه حشاشة   وأنشبن أظفار بها ونيوب
‍‍‌‏‎وهذا توزعن الصوارم جسمه   فخرّ بارض الطف وهو تريب
‍‍‌‏‎قتيل على نهر الفرات على ظما   تطوف به الاعداء وهو غريب
‍‍‌‏‎كأن لم يكن ريحانة لمحمد   وما هو نجل للوصي حبيب
‍‍‌‏‎ولم يك من أهل الكساء الاولى بهم   يعاقب جبّار السماء ويتوب
‍‍‌‏‎اناس علوا أعلى المعالي من العلى   فليس لهم في العالمين ضريب
‍‍‌‏‎اذا انتسبوا جازوا التناهي بجدهم   فما لهم في الأكرمين نسيب
‍‍‌‏‎هم البحر أضحى دره وعبابه   فليس له من مبتغيه رسوب
‍‍‌‏‎تسير به فلك النجاة وماؤه   لشرّابه عذب المذاق شروب
‍‍‌‏‎هم البحر يغدو من غدا في جواره   وساحله سهل المجال رحيب
‍‍‌‏‎يمد بلا جزر علوما ونائلا   إذا جاء منه المرء وهو كسوب
‍‍‌‏‎هم سبب بين العباد وربهم   فراجيهُم في الحشر ليس يخيب
‍‍‌‏‎حووا علم ما قد كان أو هو كائن   وكل رشاد يبتغيه طلوب
‍‍‌‏‎هم حسنات العالمين بفضلهم   وهو للاعادي في المعاد ذنوب
‍‍‌‏‎وقد حفظت غيب العلوم صدورهم   فما الغيب عن تلك الصدور يغيب
‍‍‌‏‎فان ظلمت أو قتّلت أو تهضمت   فما ذاك من شأن الزمان عجيب
وسوف يديل الله فيهم بأوبة   وكل إلى ذاك الزمان يؤب