‍‍‌‏‎‍‍‌‍‍‌‏‎دعوت الدمع فانسكب انسكابا   وناديت السلو فما اجابا
‍‍‌‏‎وهل لك أن يجيب فتى حزينا   رأت عيناه بالطف اكتئابا
‍‍‌‏‎وكيف يملّ شيعيّ منيب   الى الطف المجيئ أو الذهابا
‍‍‌‏‎يحار اذا رأيت الحَيَر فكري   لهيبته فلم أملك خطابا
‍‍‌‏‎وحق لمن حوى ما قد حواه   من النور المقدس أن يهابا
‍‍‌‏‎سلالة أحمد وفتى علي   فيالك منسبا عجبا عجابا
‍‍‌‏‎فكان محمد هنيّ وعزّي   به عن ربه دأبا فدابا
‍‍‌‏‎ربا في حجر جبريل وناعى   له ميكال وانتحبا انتحابا
‍‍‌‏‎وساد وصنوه الحسن المزكى   من اهل الجنة الغُرّ الشبابا
‍‍‌‏‎هما ريحانتا المختار طيبا   اذا والاهما الشم استطابا
‍‍‌‏‎وقرطا عرش رب العرش تبّت   يدا من سنّ ظلمهما تُبابا
‍‍‌‏‎سقي هذا المنون بكاس سمٍّ   وذاك بكربلا منع الشرابا
‍‍‌‏‎سأخضب وجنتي بدماء عيني   لشيبته وقد نصلت خضابا
‍‍‌‏‎وألبس ثوب أحزاني لذكري   له عريان قد سلب الثيابا

 

‍‍‌‏‎‍‍‌‏‎

فوا حزنا عليه وآل حرب   ترويّ البيض منه والحرابا
‍‍‌‏‎وواحزنا ورأس السبط يسري   كبدر التم قد عُلي شَهابا
‍‍‌‏‎وواحزنا ونسوته سبايا   وقد هتك العرى منها الحجابا
‍‍‌‏‎وقد سفرت لدهشتها وجوها   تعوّدت التخمر والنقابا
‍‍‌‏‎وقد جزّت نواصيها وشدّت   بها الأوساط لم تأل انتدابا
‍‍‌‏‎وزينب في النساء لها رنين   يكاد يفطرّ الصمّ الصلابا
‍‍‌‏‎تنسادي يا أخي ما لليالي   تجدد كل يوم لي مصابا
‍‍‌‏‎فقدتُ أحبتي ففقدت صبري   وقد لاقيت أهوالاً صعابا
‍‍‌‏‎وكنتَ بقية الماضين عندي   به أسلو اذا ما الخطب نابا
‍‍‌‏‎فبعدك من ترى أرجوه ذخراً   اذا ما الدهر ينقلب انقلابا
‍‍‌‏‎وأعظم حسرتي أني اذا ما   دعوتك لم تردّ لي الجوابا
‍‍‌‏‎فلِم أبعدتني يا سؤل قلبي   وما عوّدتني إلا اقترابا
‍‍‌‏‎لو أنّ عُشير ما ألقاه يُلقى   على زبر الحديد إذن لذابا
‍‍‌‏‎أخي لو أن عينك عاينتني   لما قرّت بكاء وانتحابا
‍‍‌‏‎فكنت ترى الأرامل واليتامى   يحثّ السائقون بها الركابا
‍‍‌‏‎وكنت ترى سكينة وهي تبكي   وتخفي الصوت خوفاً وارتقابا
‍‍‌‏‎وفاطمة الصغيرة قد كساها   شمول الضيم ذلا واكتئابا
‍‍‌‏‎تنادي وهي باكية أباها   وقد هتك العدى منها الحجابا
‍‍‌‏‎حلفتُ برب مكة حلف برّ   ومن أجرى بقدرته السحابا
‍‍‌‏‎فما قتل الحسين سوى أناس   لقتل محمد دفعوا الدبابا
‍‍‌‏‎وراموا قتل والده عليّ   وحازوا إرث فاطمة اغتصابا
‍‍‌‏‎سيعلم ظالم الاطهار ماذا   يُعدُّ له وينقلب انقلابا
‍‍‌‏‎وكيف يجيب سائله وماذا   يعد له اذا ورد الحسابا
‍‍‌‏‎كلاب النار كانوا دون شك   كما يروون ان لها كلابا
فليس يشم ريح الخلد كلب   ورب العرش يصليه عذابا

 

‍‍‌‏‎

ولكن الجنان لنا مقام   لأنا قد تتبعنا الصوابا
‍‍‌‏‎أئمتنا الهداة بهم هدينا   وطبنا حين والينا الطيابا
‍‍‌‏‎رسول الله والمولى عليا   أجل الخلق فرعاً وانتسابا
‍‍‌‏‎فذا ختم النبوة دون شك   وذا ختم الوصيّة لا ارتيابا
‍‍‌‏‎وأخاه النبي بأمر رب   كما عن أمره آخى الصحابا
‍‍‌‏‎فصار لنا مدينة كل علم   وصار لها علي الطهر بابا
‍‍‌‏‎ومثّله بهارون المزكى   ألم يخلف أخاه حين غابا
‍‍‌‏‎يسد مسدّه في كل حال   ويحسن بعده عنه الغيابا
‍‍‌‏‎وفي بدرٍ وفي أُحدٍ وسلع   أجاد الطعن عنه والضرابا
‍‍‌‏‎مشاهد حربه لو ان طفلا   من الاطفال يشهدها لشابا
‍‍‌‏‎لو أن الموت شخّص ثم ألوى   بلحظته اليه لاسترابا
‍‍‌‏‎أو الأبطال تلقاه وجوها   لأخلى الهام منها والرقابا
‍‍‌‏‎امير المؤمنين أبو تراب   واكرم سيد وطأ الترابا
‍‍‌‏‎سأمنح من يواليه وصالا   وأهجر من يعاديه اجتنابا
‍‍‌‏‎فان عاب النواصب ذاك مني   فلا أُعدمت ذيّاك المعابا
‍‍‌‏‎وإن يك حب أهل البيت ذنبي   فلست بمبتغ عنه متابا
‍‍‌‏‎أحبّهم وأمنحهم مديحا   وأوسع مّن يجانبهم سبايا
‍‍‌‏‎ولم أمنحهم قط اكتسابا   ولكنّي مدحتهم ارتغابا
‍‍‌‏‎ولن يرجو ابن حماد علي   بحسن مديحهم إلا الثوابا
‍‍‌‏‎فإنهم كفوني عن معاشي   فلم أحتج بنيلهم اكتسابا
‍‍‌‏‎ونلت مآربي بهوى علي   ومَن يعلق بغير هواه خابا
‍‍‌‏‎رأيت لبعض هذا الخلق شعراً   جليل اللفظ يمتدح الذبابا
‍‍‌‏‎كبابٍ علّقوه على خرابٍ   وحسن الباب لا يغني الخرابا
‍‍‌‏‎وكم غيم رجوت الغيث منه   فكان وقد غررت به ضُبايا
فلو جعل المدائح في علي   لوافق في مدايحه الكتابا