حدق الحسان رمينني بتململ   وأخذن قلبي في الرعيل الأول
‍‍‌‏‎غادرنني والى التفزع مفزعي   وتركنني وعلى العوبل معوّلي
‍‍‌‏‎لو أن ما ألقاه حمّل يذبلا   قد كان يذبل منه ركنا يذبل
‍‍‌‏‎مازلت أرعى الليل رعي موكل   حتى رأيت نجمه يبكين لي
فحسبتها زهرات روض ضاحك   [مبتسم] قد القيت في جدول

 

‍‍‌‏‎

ينقض لامعها فتحسب كاتباً   قد مد سطراً مذهباً بتعجّل
‍‍‌‏‎ويغيب طالعها كدر قد وهى   من سلك غانية مشت بتدلل
‍‍‌‏‎حتى إذا ما الصبح أنفذ رسله   أبدت شجون تفرّق وترحّل
‍‍‌‏‎والفجر من رأد الضياء كأنه   سعدى وقد برزت لنا بتبذل
‍‍‌‏‎ومضى الظلام يجر ذيل عبوسه   فأتى الضياء بوجهه المتهلل
‍‍‌‏‎وبدا لنا ترس من الذهب الذي   لم ينتزع من معدنٍ بتعمل
‍‍‌‏‎مرآة نور لم تُشَن بصياغة   كلا ولا جليت بكف الصيقل
‍‍‌‏‎تسمو الى كبد السماء كأنها   تبغي هناك دفاع كرب معضل
‍‍‌‏‎حتى اذا بلغت الى حيث انتهت   وقفت كوقفة سائل عن منزلِ
‍‍‌‏‎ثم انثنت تبغي الحدورَ كأنها       طير أسفّ مخافةً من أجدلِ
‍‍‌‏‎حتى اذا ما الليل كرّ ببأسه   في جحفل قد أتبعوه بجحفل
‍‍‌‏‎طرب الصديق الى الصديق وأبرزت   كأس الرحيق ولم يخف من عذّل
‍‍‌‏‎فالعود يُصلح والحناجر تجتلى   والدر يُخرز من صراح المبزل
‍‍‌‏‎والعين تومئ والحواجب تنتجي   والعتب يظهر عطنه في أنمل
‍‍‌‏‎والأذن تقضي ماتريد وتشتهي   من طفلة مع عودها كالمطفل
‍‍‌‏‎إن شئت مرّت في طريقة معبدٍ   أو شئت مرت في طريقة زلزل
‍‍‌‏‎تغنيك عن إبداع بدعة حسن ما   وصلت طرائقه بفنّ الموصلي
‍‍‌‏‎فالروض بين مسهّم ومدبّج   ومفوّفٍ ومجزّعٍ ومهلّل
‍‍‌‏‎والطير ألسنة الغصون وقد شدت   ليطيب لي شرب المدام السلسل
‍‍‌‏‎من حُمّرٍ أو عندليب مطربٍ   أو زُرزرٍ أو تدريجٍ أو بلبل
‍‍‌‏‎فأخذتها عاديّةً غيليّةً   تجلى علَيّ كمثل عين الأشهل
‍‍‌‏‎قد كان ذاك وفي الصبا متنفّس   والدهر أعمى ليس يعرف معقلي
‍‍‌‏‎حتى اذا خط المشيب بعارضي   خط ا لانابة رمتها بتبتل
‍‍‌‏‎وجعلت تكفير الذنوب مدائحي   في سادة آل النبي المرسل
في سادةٍ حازوا المفاخر قادةٍ   ورقوا الفخار بمقولٍ وبمنصُل

 

‍‍‌‏‎

وتشدّد يوم الوغى وتشرُّرٍ   وتفضل يوم الندى وتسهل
‍‍‌‏‎وتقدّم في العلم غير محلأٍ   وتحقق بالعلم غير محلحل
‍‍‌‏‎وعبادة ما نال عبد مثلها   لأداءِ فرضٍ أو أداء تنفّل
‍‍‌‏‎هل كالوصيّ مقارع في مجمع   هل كالوصي منازع في محفل
‍‍‌‏‎شَهَرَ الحسامَ لحسم داءٍ معضل   وحمى الجيوش كمثل ليل أليل
‍‍‌‏‎لمّا أتوا بدراً أتاه مبادرا   يسخو بمهجة محربٍ متأصل
‍‍‌‏‎كم باسل قدردّه وعليه من   دمه رداء أحمر لم يصقل
‍‍‌‏‎كم ضربة من كفّه في قرنه   قد خيل جري دمائها من جدول
‍‍‌‏‎كم حملة وآلى على أعدائه   ترمي الجبال بوقعها بتزلزل
‍‍‌‏‎هذا الجهاد وما يطيق بجهده   خصم دفاع وضوحه بتأوّل
‍‍‌‏‎يا مرحبا اذ ظل يردي مرحباً   والجيش بين مكبّر ومهلّل
‍‍‌‏‎واذا انثنيت الى العلوم رأيته   قرم القروم يفوق كل البزّل
‍‍‌‏‎ويقوم بالتنزيل والتأويل لا   تعدوه نكتة واضح أو مشكل
‍‍‌‏‎لولا فتاويه التي نجّتهم   لتهالكوا بتعسّف وتجهّل
‍‍‌‏‎لم يسأل الأقوام عن أمرٍ وكم   سألوه مدرّعين ثوب تذلّل
‍‍‌‏‎كان الرسول مدينةً هو بابها   لو أثبت النصّاب قول المرسل
‍‍‌‏‎[قد كان كرّارا فسُمّي غيره   في الوقت فرّارا فهل من معدل]
‍‍‌‏‎هذي صدورهم لبغض المصطفى   تغلي على الأهلين غلي المرجل
‍‍‌‏‎نصبت حقودهم حروبا أدرجت   آل النبي على الخطوب النزّل
‍‍‌‏‎حلّوا وقد عقدوا كما نكثوا وقد   عهدوا فقل في نكث باغ مبطل
‍‍‌‏‎وافوا يخبرنا بضعف عقولهم   أن المدبر ثَمّ ربةُ محملِ
‍‍‌‏‎هل صيّر الله النساء أئمة   يا أمة مثل النّعام المهمل
‍‍‌‏‎دبت عقاربهم لصنو نبيهم   فاغتاله أشقى الورى بتختّل
‍‍‌‏‎أجروا دماء أخي النبي محمد   فلتجرِ غرب دموعها ولتهمِل
ولتصدر اللعنات غير مزالةٍ   لعداه من ماض ومن مستقبل

 

‍‍‌‏‎

لم تشفهم من أحمد أفعالهم   بوصيّه الطهر الزكي المفضل
‍‍‌‏‎فتجرّدوا لبنيه ثم بناته   بعظائم فاسمع حديث المقتل
‍‍‌‏‎منعوا حسينَ الماء وهو مجاهد   في كربلاء فنح كنوح المعولِ
‍‍‌‏‎منعوه أعذب منهل وكذا غدا   يردون في النيران أوخم منهل
‍‍‌‏‎يسقون غسليناً ويحشر جمعهم   حشراً متيناً في العقاب المجمل
‍‍‌‏‎أيحزّ رأس ابن الرسول وفي الورى   حيّ أمام ركابه لم يقتل
‍‍‌‏‎تسبى بنات محمد حتى كأنّ   محمدا وافى بملّة هرقلِ
‍‍‌‏‎وبنوا السفاح تحكموا في أهل حيّ   على الفلاح بفرصة وتعجّل
‍‍‌‏‎نكت الدعيّ ابن البغي ضواحكا   هي للنبيّ الخير خيرُ مقبّل
‍‍‌‏‎تمضي بنو هند سيوف الهند في   أوداج أولاد النبيّ وتعتلي
‍‍‌‏‎ناحت ملائكة السماء عليهم   وبكوا وقد سقّوا كؤوس الذبّل
‍‍‌‏‎فأرى البكاء مدى الزمان محللا   والضحك بعد السبط غير محلّل
‍‍‌‏‎قد قلت للأحزان : دومي هكذا   وتنزّلي بالقلب لا تترحّلي
‍‍‌‏‎يا شيعة الهادينَ لا تتأسّفي   وثقي بحبل الله لا تتعجلي
‍‍‌‏‎فعداً ترون الناصبين ودارهم   قعر الجحيم من الطباق الأسفل
‍‍‌‏‎وتنعمون مع النبي وآله   في جنة الفردوس أكرم موئل
‍‍‌‏‎هذي القلائد كالخرائد تجتلى   في وصف علياء النبي وفي علي
‍‍‌‏‎لقريحةٍ عدليّةٍ شيعيةٍ   أزرت بشعر مزرّد ومهلهل
‍‍‌‏‎ما شاقها لما أقمت وزانها   أن لم تكن للأعشيين وجرول
‍‍‌‏‎رام ابن عبادٍ بها قربً الى   ساداته فأتت بحسن مكمل
‍‍‌‏‎ما ينكر المعنى الذي قصدت له   إلا الذي وافى لعدة أفحل
‍‍‌‏‎وعليك يا مكيّ حسنُ نشيدها   حتى تحوزَ كمالَ عيش مقبل