تحكّم فيهم كل أنوك جاهل   ويُغزون غزواً ليس فيه محاد
‍‍‌‏‎كأنهم ارتدّوا ارتداد امية   وحادوا كما حادت ثمود وعاد
‍‍‌‏‎ألم تُعظِموا يا قوم رهط نبيكم   أما لكم يوم النشور معاد
‍‍‌‏‎تداس بأقدام العصاة جسومهم   وتدرسهم جُرد هناك جياد
‍‍‌‏‎تضيمهم بالقتل أمة جدهم   سفاها وعن ماء الفرات تذاد
‍‍‌‏‎فماتوا عطاشى صابرين على الوغى   ولم يجبنوا بل جالدوا فأجادوا
‍‍‌‏‎ولم يقبلوا حكم الدعي لأنهم   تساما وسادوا في المهود وقادوا
‍‍‌‏‎ولكنم ماتوا كراما أعزة   وعاش بهم قبل الممات عباد
‍‍‌‏‎وكم بأعالي كربلا من حفائر   بها جُثتُ الأبرار ليس تعاد
‍‍‌‏‎بها من بني الزهراء كل سَميدعٍ   جواد اذا أعيا الأنام جواد
‍‍‌‏‎معفرة في ذلك الترب منهم   وجوه بها كان النجاح يفاد
‍‍‌‏‎فلهفي على قتل الحسين ومسلم   وخزي لمن عاداهما وبعاد
‍‍‌‏‎ولهفي على زيد وبَثّاً مُرددا   إذا حان من بثّ الكئيب نفاد
‍‍‌‏‎الاكبد تفنى عليهم صبابة   فيقطر حزنا أو يذوب فؤاد
‍‍‌‏‎ألا مُقلد تهمي ألا أذن تعي   أكل قلوب العالمين جماد
‍‍‌‏‎تُقاد دماء المارقين ولا أرى   دماءَ بني بيت النبي تُقاد
‍‍‌‏‎أليس هم الهادون والعترة التي   بها انجاب شرك واضمحل فساد
‍‍‌‏‎تساق على الارغام قسراً نساؤهم   سبايا الى ارض الشام تقاد
‍‍‌‏‎يُسقَنَ الى دار اللعين صوغرا   كما سيق في عصف الراح جراد
‍‍‌‏‎كأنهم فيء النصارى وإنهم   لأكرم من قد عزّ منه قياد
‍‍‌‏‎يعز على الزهراء ذلّة زينب   وقتلُ حسين والقلوب شداد
وقرع يزيد بالقضيب لسنّه   لقد مجسوا أهل الشام وهادوا

 

‍‍‍‍‌‏‎

قتلتم بني الإيمان والوحي والهدى   متى صح منكم في الإله مراد
‍‍‌‏‎ولم تقتلوهم بل قتلتم هداكم   بهم ونقصتم عند ذاك وزادوا
‍‍‌‏‎أمية ما زلتم لأبناء هاشم   عِدى فاملأوا طرق النفاق وعادوا
‍‍‌‏‎إلى كم وقد لاحت براهين فضلهم   عليكم نِفار منهم وعناد
‍‍‌‏‎متى قط أضحى عبد شمس كهاشم   لقد قل انصاف وطال شِراد
‍‍‌‏‎متى وُزنت صمّ الحجار بجوهر   متى شارفت شم الجبال هاد
‍‍‌‏‎متى بعث الرحمن منكم كجدهم   نبيا علت للحق منه زناد
‍‍‌‏‎متى كان يوما صخركم كعليهم   إذا عدّ إيمان وعدّ جهاد
‍‍‌‏‎متى أصبحت هند كفاطمة الرضى   متى قيس بالصبح المنير سواد
‍‍‌‏‎أآل رسول الله سؤتم وكدتم   ستجنى عليكم ذلة وكساد
‍‍‌‏‎أليس رسول الله فيهم خصيمكم   إذا اشتد إبعاد وأرمل زاد
‍‍‌‏‎بكم أم بهم جاء القرآن مبشرا   بكم أم بهم دين الإله يشاد
‍‍‌‏‎سأبكيكم يا سادتي بمدامع   غزار وحزن ليس عنه رقاد
‍‍‌‏‎وإن لم أعاد عبد شمس عليكم   فلا اتسعت بي ما حييتُ بلاد
‍‍‌‏‎وأطلبهم حتى يروحوا ومالهم   على الأرض من طول القرار مهاد
سقى حُفرا وارتكم وحوتكم   من المستهلات العذاب عهاد