إليك أخا الصب الشجي صبابه   تذيب الصخور الجامدات همومها
عجبت وأيام الزمان عجائب   ويظهر بين المعجبات عظيمها
تبيت النشاوى من امية نوما   وبالطف قتلى ما ينام حميمها
وتضحى كرام من ذؤابة هاشم   يحكم فيها كيف شاء لئيمها
وتغدو جسوم ما تغذت سوى العلى   غذاها على رغم المعالي سهومها
وربات صون ما تبدت لعينها   قبيل السبا الا لوقت نجومها
تزاولها ايدي الهوان كأنما   تقحم ما لا عفو فيه أثيمها
و ما أفسد الاسلام الا عصابة   تأمر نوكاها ودام نعيمها
وصارت قناة الدين في كف ظالم   اذا مال منها جانب لا يقيمها
وخاض بها طخياء لا يهتدى لها   سبيل ولا يرجى الهدى من يعومها
ويخبط عشوا لا يراد مرادها   و يركب عميا لا يريد عزومها
يجشمها ما لا يجشمه الردى   لأودى و عادت للنفوس جسومها
الى حيث القاها بيداء مجهل   تضل لأهل الحلم فيها حلومها
رمتهالأهل الطف منها عصابة   حداها الى هدم المكارم لومها
فشنت بها شعواء في خير فتية   تخلت لكسب المكرمات همومها
على ان فيها مفخرا لو سمعت به   الى الشمس لم تحجب سناهاغيومها
فجردن من سحب الاباء بوارقا   يشيم الفتا قبل الفنا من يشيمها
فما صعرت خدا لاحراز عزة   اذا كان فيها ساعة ما يضيمها
أولئك آل الله آل محمد   كرام تحدث ما حداها كريمها
أكارم أولين المكارم رفعة   فحمد العلى لو لا علاهم ذميمها
ضياغم أعطين الضياغم جرأة   فما كان الا من عطاهم قدومها
يخوضون تيار المنايا ظواميا   كما خاض في عذب الموارد هيمها
يقوم بهم للمجد أبيض ماجد   اخو عزمات أقعدت من يرومها
حمى بعد ما أدى الحفاظ حماية   و أحمى الحماة الحافظين زعيمها
الى أن قضى من بعدما إن قضى على   ضماء يسلى بالسهام فطيمها
أصابته شنعاء فلو حل وقعها   علىالارض دكت قبل ذاك تخومها
فأيمها لم تلق بالطف كافلا   ولم ير من يحنو عليه فطيمها
أضاءت غراب البين فيهم فأصبحت   من الشجو لا تأوي العمارة بومها
فقصر فما طول الكلام ببالغ   مداها رمى بالعي عنها كليمها
فما حملت ام الرزايا بمثلها   وان وردت في الدهر فهي عقيمها
أتت أولا فيها بأول معضل   فما ذاالذي شحت على من يسومها
فأقسم لا تنفعك نفسي جزوعة   و عيني سفوحا لا يمل سجومها
حياتي أو تلقى امية وقعة   يذل لها حتى الممات قرومها
لقد كان في ام الكتاب وفي الهدى   وفي الوحي لم ينسخ لقوم علومها
فرائض في القرآن قد تعلمونها   يلوح لذي اللب البصير أرومها
بها دان من قبل المسيح بن مريم   ومن بعده لما أمر بريمها
فأما لكل غير آل محمد   فيقضي بها حكامها و زعيمها
وأما لميراث الرسول و أهله   فكل يراهم ذمها وجسيمها
فكيف وضلوا بعد خمسين حجة   يلام على هلك الشراة اديمها