الشاعر الحاج هاشم ابن حردان الكعبي:

إن تكن كربلا فحيُّوا رباها   واطمئنَّوا بنا نَشمُ ثَراها
والثموا جوَّها الأنيقَ على ما   كان في القلبِ من حريقِ جَواها
واغمروها بأحمرِ الدمعِ سَقياً   فكرامُ الورى سقتها دِماها
قلت للقلبِ حين فارقَ مغناها   ويشتاقُ بعد ذاكَ لقاها
كنتَ واصلتها مليّاً قديما   فَلِمَ اخترت بعد وصلٍ جَفاها
ما بأحيائها علقت فتجفو   حيثَ محياكَ ساكنون ثراها
فعلامَ البُعاد بَعْدَ التّداني   من رُباها وقد عَشقت رباها
بئسما أنتَ إذ تخيُّرت أهلاً   من ذويها ومنزلاً من سِواها
وبنفسي مودعين وللعينِ   بُكاها وللقلوب لظاها
ركبهم والقضا بأضعانهم يسري   وحادي الرّدي أمام سُراها
وكأني بها عشيَّة ألقى   سبطُ خيرَ الورى الرّكاب لَداها
يسأل القومَ وهو أعلمُ حتى   بعد لأي أن صرّحُوا بسماها
إنها كربلا فقال: استقلُّوا   فعلينا قد كرّ حتم بَلاها
وبها تؤسرُ الكرائِمُ منّا   ورؤوس الكرامِ تعلو قَناها