القصيدة للمرحوم السيد جعفر الحلي:

يَغرُّ الفتى بالدّهرِ والدّهرُ خَائنُ   ويُصبِحُ في أمنٍ وما هو آمِنُ
ويُحْكِمُ أسَّ الدّارِ مِنْ فَرطِ جَهلهِ   وما نفعُهُ في دارهِ وهو ظاعِنُ
وإنَّ أمامَ المرءِ مَوتاً مُحتمَاً   فلا يَغترر إنَّ المحتمَ كائِنُ
إذا الناصعاتُ البيضُ لاحَتْ بِمفرَقِ   فتلكَ لمحتومِ الفَناءِ قَرائنُ
سَتحملُنا والمُوتُ غَايةُ قَصدِها   هِجَانُ الليالي لا المطايا الهجائِنُ
وأيُّ فتىً لم تُستَبحْ إبْلُ عُمرِهِ   ولو كانَ يُنميهِ مِنَ القومِ مازِنُ
سَلِ الدّهرَ عن تلكَ المُلوكِ التي مَضَتْ   فأينَ مَبانيها وأينَ المَساكِنُ
وسَلْ عَن بني الزّهرا مواطن عِزهم   مَتى أقفَرَتْ مِنْ ساكنيها المُواطِنُ
ضَغَائِنُ شِركٍ أظهرتها أميةٌ   وكَمْ مِنْ علي في الصُّدورِ ضَغائِنُ
وخَانُوا حُسيناً في العُهودِ ولا تَخَلْ   يَنَالُ سَبيلَ الرُّشْد مَنْ هُوَ خَائِنُ
أثاروهُ مِن غَابِ الرسالة ملبدَاً   وليثُ الشرى لَمْ يُقترب وَهُوَ كَامِنُ
هُوَ البَدرُ قَدْ حَاطتْهُ هالة انجمِ   بِبهجتها وجهُ البَسيطةِ زَائِنُ