أرى عُمري مؤذناً بالذّهابِ |
|
تَمُرُّ ليالهِ مرَّ السحابِ |
وتَفجأني بيضُ أيامهِ |
|
فتسلخُ منّي سوادَ الشبابِ |
فمَن لي إذا حانَ منّي الحمام |
|
ولم أستطع منهُ دفعاً لما بي |
ومَن لي إذا صرتُ فوقَ السّري |
|
ر وشيلَ سريري فوقَ الرّقابِ |
ومن لي إذا قلّبتني الأكف |
|
وجرّدني غاسلي عن ثيابي |
ومن لي إذا ما هجرتُ الدّيار |
|
وعوضتُ عنها بدارِ الخرابِ |
ومن لي إذا ما غشاني الظلام |
|
وأمسيتُ في وحشةٍ واغترابِ |
ومن لي إذا منكرٌ جَدَّ في |
|
سؤالي وأذهلَني عن جَوابي |
ومن لي إذا دَرَست رمتي |
|
وأبلى عظامي عفرُ التُّرابِ |
ومن لي إذا قامَ يومُ النّشُو |
|
ر فقُمت بلا حجة للحسابِ |
ومَنْ لي إذا ناولوني الكتاب |
|
ولم أدر ماذا أرى في كتابي |
ومن لي إذا أمتازتِ الفرقتا |
|
ن فأهل النعيم وأهلُ العذابِ |
وكيفَ يعاملني ذو الجلال |
|
فأعرفُ كيف يكونُ انقلابي |
أبا للطفِ وهو الغفورُ الرّحيم |
|
أم العَدلِ وهو شديدُ العقابِ |
وياليتَ شِعري إذا سامني |
|
بذنبي وآخذني باكتسابي |
وهل تحرقُ النار عيناً بكتْ |
|
لرزء القتيلِ بسيف الضُّبابي |
وهل تحرقُ النار رِجلاً مَشَت |
|
إلى حرمٍ منهُ سامي القبابِ |
وهل تحرقُ النار قلباً أذيـ |
|
بَ بِحرقةِ نِيرانِ ذاك المُصابِ |