للشيخ محمد سعيد منصوري:

أرخصتَ يا شهرَ المحرمِ أدمُعِي   ونزعتها من قلبي المتفجِعِ
وتركتني والحزنُ ملؤ جوانحِي   سهران من حر الأسى لم أهجعِ
وأعدت أيامَ الحياةِ مريرةً   عندي وأصبحَ شهرُها لم يجرعِ
وكسوتني ثوبَ الحدادِ برزءِ منْ   أبكى رسول الله قبلُ المصرعِ
ذاك الحسينُ وكيفَ يحسن بعدَه   حال ويرقا فيه مدمعُ من يعي
او لم يكنْ ريحانةً لمحمدٍ ال   هادي الرسولِ وفاطمٍ والأنزعِ
او لم يكنْ يؤذي النبيَ بكاؤُه   عند الطفولةِ في مهاد الرضّعِ
أو لم يكنْ سبطاً له من فاطمٍ   وأبان ذلك للورى في مجمعِ
أو لم يقبّل ثغرَهُ عن نحرِهِ   بدلاً لما يجري عليه من الدعي
أنا كيفَ أنساهُ وفي قلبي لَهُ   قبرٌ وفي عيني أعظم موضعِ
عميت إذا لم تستدر دموعها   عيناي من قلبي له بتوجعِ
بهلالِك الدامي الذي فيه قضى   ظام وغلةُ قلبه لم تنقعِ
ذاوي الحشا ملقاً على وجه الثرى   بدمائِهِ بين العداةِ ملفّعِ