للهِ ما صَنَعَتْ فِينا يدُ البينِ   كَمْ مِن حَشىً أقرحَتْ مِنّا ومِنْ عَينِ
مالي ولِلبَينِ لا أهلاً بِطلعَتِهِ   كَمْ فَرَّقَ البينُ قدماً بينَ إِلفَينِ
في الشّرقِ هذا وذا في الغَربِ مُنْتَئِياً   مُشرَّدِينَ على بُعدٍ شَجِيِّينِ
لا تَأمنِ الدَّهرَ إنَّ الدّهرَ ذُو غِيَرٍ   وَذو لِسانينِ في الدُّنيا ووجهينِ
أَخْنَى على عِترةِ الهادي فَشَتَتَهُمْ   فَما تَرى جَامِعاً مِنْهُمْ بِشَخصِينِ
بَعضٌ بِطَيبةَ مَدفونٌ وبَعضُهمو   بِكربلاءَ وبَعضٌ بِالغريّينِ
وأرضُ طُوسٍ وسَامرا وقد ضَمِنَتْ   بَغدادُ بَدرينِ حَلاّ وسطَ قَبرَينِ
يا سَادتي ألِمَنْ أَنعى أسىً ولِمَنْ   أبكي بِجفْنَينِ مِنْ عَيني قَرِيحِينِ
أبكي على الحسنِ المَسمُومِ مُضْطَهَدَاً   أَمِ الحُسينِ لُقىً بينَ الخَمِيسَينِ
أبكي عليهِ خَضيبَ الشّيبِ مِنْ دَمِهِ   مُعفّرَ الخَدِّ مَحزوزَ الوَرِيدَينِ