| وجهُ الصباحِ عليّ ليلٌ مظلمُ | وربيعُ أيَّامي عليَّ محرمُ | |
| والليلُ يَشهدُ لي بأنيَّ ساهرٌ | إن طابَ للناسِ الرُّقادُ فهوَّموا | |
| قلقاً تُقّلبني الهمومُ بمضجعي | ويغورُ فكري في الزمان ويُتهمُ | |
| مِنْ قرحةٍ لو أنها بيَلمْلَمٍ | نَسِفَتْ جوانبَهُ وساخَ يلَملمُ | |
| ما خلتُ أنَّ الدَّهرَ من عاداتِهِ | تَروى الكلابُ به ويَضمى الضيغمُ | |
| ويُقدَّمُ الامويُّ وهو مؤخرٌ | ويؤخرُ العلويُّ وهو مُقَدَّمُ | |
| مثلُ ابنِ فاطمةٍ يَبيتُ مُشرَّداً | ويزيدُ في لذّاتِهِ يتنعَّمُ | |
| يَرقى منابِرَ أحمدٍ متأمراً | في المسلمينَ وليسَ ينكرُ مُسلمُ | |
| ويضيقُ الدَُنيا على ابنِ محمدٍ | حتى تقاذَفَهُ الفضاءُ الأعظَمُ | |
| خَرَجَ الحسينُ من المدينةِ خائفاً | كخروجِ موسى خائفاً يتكتَّمُ | |
| وقَد انجلى عن مكة وهو ابنها | وبهِ تشرَّفَتِ الحطيمُ وزمزمُ | |
| لَمْ يدرِ أينَ يُريحُ بُدنَ رِكابِهِ | فكأنَّما المأوى عليهِ مُحرَّمُ |
