| شَعّتْ فلا الشمسُ تَحكيها ولا القمرُ | زهراءُ مِن نورِها الأكوانُ تَزدهرُ | |
| بنتُ الخلودِ لها الأجيالُ خاشِعةٌ | أمّ الزمانِ إليها تَنتمي العُصرُ | |
| روحُ الحياةِ فلولا لطف عنصرها | لم تأتلف بيننا الأرواحُ والصور | |
| سَمَت عن الأفقِ لا روحٌ ولا ملكٌ | وفاقت الأرضَ لا جنٌ ولا بشر | |
| ما عابَ مفخرُها التأنيثُ إنّ بها | على الرجالِ نساءُ الخلقِ تَفتخرُ | |
| حوت خلالَ رسولِ الله أجمعَها | لولا الرسالةُ ساوى أصلَهُ الثمرُ | |
| هي التي ورِثَتْ حقاً مفاخِرَهُ | والعِطرُ فيهِ الذي في الوردِ مُدَّخَرُ | |
| تَزوّجتْ في السما بالمرتضى شَرفاً | والشمسُ يقرنها في الرُتبةِ القمرُ | |
| قفْ يا يراعي عن مدحِ البتولِ ففي | مديحِها تَلهجُ الألواحُ والزبرُ | |
| وارجع لنستخبرَ التأريخَ عَن نبإٍ | قد فاجأتنَا بهِ الأنباءُ والسِّيرُ | |
| هل اسقطَ القومُ حقاً حملَها فهوَتْ | تَئنُّ مِما بها والضِّلعُ مُنكسِرُ | |
| وهَلْ كما قيلَ قادوا بعلَها فعَدتْ | وراهُ نادبةً والدَّمعُ مُنهمِرُ | |
| إن كان حقاً فانَّ القومَ قد مَرقوا | عن دينهم وبشرعِ المُصطفى كفروا |
