أتينا نُسائلُ امَّ البنين   لِمَن طالَ مِنها البُكا والأنين
لِمَنْ صَوتُها في البَقيعِ اعتَلا   بنعي لهُ الصَّخرُ شَجواً يَلين
لِسِبط النبيِّ الشهيد الغَريب   بَكَتْ مُذ بَكت ام بكت للبنين
فَمَجلِسُها في مَحاني البَقيع   إلى الآنَ في السَّمع منه الرَّنين
كأنّي بها وهي تَحْتَ الثَّرى   تُجيبُ بصوتِ الشَّجا والحَنين
أيا سائِلي أيُّ خَطبٍ عَرَى   فؤادي فَأمسى كئيباً حَزين
وإن كانَ فَقدُ البَنين انطوى   به الضّلعُ مِنّي لَهُم أجمَعين
ولكنهُ لا كفقدِ الحُسين   لهُ سالَ دَمعُ العُيون السّخين
فلو بَقي السبط مِن بَعدهِم   لكانَ به ربعُنا يَستَزين
ولو عادَ لي بعدهُم سالِماً   لما أصبَحَ الداءُ داءً دَفين
ولكن قَضى بعدهُم نَحبَه   وقَد عَزَّ بَعدَ الحُسينِ المُعين