القصيدة للمرحوم الشيخ حبيب شعبان النجفي

أيّا منزلَ الاحبابِ مالكَ مُوحشاً   بِزَهرَتِكَ الأرياحُ أودَت بِما تَسفي
تَعفيتَ ياربعَ الأحبة بَعدَهم   فَذكرتَني قبرَ البتولةِ إذ عُفّي
شَجاها فِراقُ المُصطفى واحتقارُها   لَدى كُلَّ رجسٍ من صَحابَتهِ جِلفِ
لقد بَالغوا في هَضمِها وتَحالفوا   عليها وخانوا اللهَ في ذلك الحِلفِ
وما وَرَّثوها مِن أبيها وأثبَتُوا   حديثاً نفاهُ اللهُ في مُحكمِ الصُّحفِ
فآبت وزَندُ الغيضِ يَقدَحُ في الحَشا   تَعَثَّرَ بالأذيالِ مَثنيةَ العِطفِ
وجاءَت إلى الكرّار تَشكو اهتضامَها   ومَدَّت إليه الطَّرفَ خاشِعَةَ الطَّرفِ
أبا حسنٍ يا راسخَ الحِلمِ والحِجى   أذا فرّتِ الأبطالُ رُعباً مِن الزَّحفِ
ويا واحداً أفنى الجموعَ ولَم يَزَل   بصَيحتِه في الرَّوع يأتي على الألفِ
أراكَ تَراني وابنُ تَيمٍ وصَحبُهُ   يسومونني ما لا اطيقُ مِنَ الخَسفِ
وَيَلطِمُ عَيني نُصبَ عَينيكَ ناصِبُ   العداوةِ لي بالضَّربِ مِنِّي يَستشفِي
لِمَن أشتكي إلا إليكَ ومَنْ بِهِ   ألوذُ وهل لي بَعدَ بيتك مِن كَهفِ
وقَد أضرَمُوا النِّيرانَ فيه وأسقَطوا   جَنيني فَوا ويلاهُ منهُم ويا لَهفي
وما بَرِحَت مَظلُومةً ذاتَ علّةٍ   تُؤرِّقها البَلوى وظالِمُها مُغفي
إلى أن قَضَتْ مكسورَةَ الضِّلعِ مُسقَطاً   جنينٌ لها بالضَّربِ مِسوَدَّةَ الكَتفِ(1)

1- قال السيد جواد شبر في (أدب الطف) ج 8 ص 312.