مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ   ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ
لآلِ رسولِ اللهِ بالخيفِ من منى   وبالركنِ والتعريفِ والجمراتِ
ديارُ عليٍ والحسينِ وجعفرٍ   وحمزةَ والسجادِ ذي الثفناتِ
منازلُ كانت للرشادِ وللتقى   وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ
منازلُ جبريلُ الأمينُ يحلها   من اللهِ بالتسليمِ والرحماتِ
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ   ولم تعفُ للأيامِ والسنواتِ
فيا وارثي علمُ النبيِّ وآلهِ   عليكم سلامٌ دائمُ النفحاتِ
قِفا نسألِ الدارَ التي خفّ أهلُها   متى عهدُها بالصومِ والصلواتِ

إلى أن يقول مخاطباً سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام:

أفاطمُ قومي يابنةَ الخيرِ واندبي   نجومَ سماواتٍ بأرضِ فلاتِ
قبورٌ بكوفانٍ واخرى بطيبةٍ   واخرى بفخٍ نالها صلواتي
وقبرٌ ببغدادٍ لنفسٍ زكيةٍ   تضمنها الرحمنُ في الغُرفاتِ
قبورٌ بجنبِ النهر من أرضِ كربلا   معرّسُهُمْ فيها بشطِّ فراتِ
توفوا عطاشا بالفراتِ فليتني   توفيتُ فيهم قبلَ حين وفاتي
أفاطمُ لو خلتي الحسينَ مجدّلاً   وقد ماتَ عطشاناً بشطِ فراتِ
إذن للطمتِ الخدّ فاطمُ عندهُ   وأجريتِ دمعَ العين في الوجناتِ