بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: الثامن |
في رثاء السيدة زينب عليها السلام |
26 / جمادى الثاني / 1438 هـ . ق |
القصيدة للمرحوم السيد رضا الهندي (رحمه الله)
إنْ كانَ عِندكَ عبرةٌ تُجريها | فانزلْ بأرضِ الطفِ كي نُسقيها | |
فَعسى نَبُلُ بها مضاجِعَ صَفوةٍ | ما بلتِ الأكبادُ مِن جاريها | |
ولقد مررتُ على منازلِ عصمةٍ | ثقلُ النبوةِ كانَ أُلقيَ فيها | |
فبَكيْتُ حتى خلتها ستُجيبني | ببكائِها حُزناً على أهليها | |
وذكرتُ إذ وقفتْ عقيلةُ حيدرٍ | مذهولةً تُصغي لصوتِ أخيها | |
بأبي التي وَرِثَتْ مصائبَ أمِها | فغدتْ تقابلُها بصبرِ أبيها | |
لم تَلْهُ عن جَمعِ العيالِ وحفظهم | بفراقِ أخوتِها وفقدِ بنيها | |
لم أنسَ إذ هتَكوا حماها فانثنتْ | تَشكوا لواعجَها الى حاميها | |
تَدعو فَتَحترِقُ القُلوبُ كأنما | يَرمي حَشاها جَمرَهُ من فِيها | |
هذي نساؤُك من يكون إذا سرتْ | بالأسرِ سائقُها ومَنْ حاديها | |
أيسوقُها زجرٌ بضربِ مُتونِها | والشمرُ يَحدُوها بسبِ أبيها |
* * *
عاشوري:
يحسين يابن امي يمذبوح | عليك البچه والحزن والنوح | |
عاري وتظل بالشمس مطروح | وصاويب جسمك بيه وجروح | |
وللشام زينب عنك تروح | تروح وعليك الطرف مشبوح | |
والرّاس فوگ السّمهري يلوح | لون تنفده لفديك بالروح |
الگوريز:
سمعتُ بعض الرّاثين يقول:
قال بعض من حضرَ واقعة الطفّ : فواللهِ لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين (عليه السلام) وتنادي بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب : وامحمداه صلّى عليك مليكُ السّما هذا حسينٌ بالعرا مرمّلٌ بالدّماء، مقطّعُ الأعضاء وبناتُكَ سبايا، فأبكت والله كلّ عدوٍّ وصديق.
يقول هذا الرّاثي : وجّهت العقيلة زينب (عليها السلام) هنا خطابها إلى ثلاث جهات :
الجهة الأولى هي الله تعالى حيث وضعت يدها تحت جسد الإمام (عليه السلام) ورفعته إلى السماء وهي تقول : اللهمّ تقبل منّا هذا القربان لوجهك الكريم.
الجهة الثانية هي رسول الله صلى الله عليه وآله حيث خاطبت جدّها بقولها : يا جدّاه يا رسول الله ، هذا حسينك بالعرا محزوزُ الوريد من القفا ، مسلوبُ العمامة والرّدا:
يجدي گوم شوف حسين مذبوح | على الشاطي وعلى التربان مطروح | |
يجدي ما بگلته امن الطعن روح | يجدي امن العطش گلبه تفطّر | |
يجدي الرّمح بفاده تثنّه | يجدي او بالوجه للسيف رنّه | |
يجدي الخيل صدره رضرضنه | ولا ظل عظم سالم ما تكسّر |
والجهة الثالثة هي الإمام الحسين نفسه عليه الصلاة والسلام حين وضعته على الأرض وأخذت تخاطبُهُ وتشكو له ما جرى عليهم بعده ولسان الحال:
من شفتك بحاله عجيبة | منحور والجثة سليبة | |
گام الگلب يسعر لهيبه | يابن النبي الهادي وحبيبه | |
ظليت من بعدك غريبه | أنا منين أبو الحمله أجيبه |
تخميس
فرأت في الصّعيد ملقىً حماها | هشّمت صدرَهُ خيولُ الأعادي | |
فدعت والجفون قَرحى وفي القلب | لهيبٌ من الأسى ذو اتّقادِ | |
أحمى الضّائعات بعدك ضعنا | في يدِ النّائبات حسرى بوادي |