بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: السادس |
في شهادة فاطمة الزهراء (عليها السلام) |
27 / جمادى الاول / 1438 هـ . ق |
القصيدة للمرحوم الشيخ محسن أبو الحَّب (رحمه الله)
إن قِيلَ حَوّا قُلتَ فاطمُ فَخرُها | أوقيلَ: مريمُ، قلتُ: فاطمُ أفضلُ | |
أفهلْ لحَوّا والدٌ كمحمدٍ | أم هَلْ لمريمَ مثلُ فاطمَ أشبلُ | |
كلٌ لها عندَ الولادةِ حالةٌ | منها عقولُ ذوي البصائرِ تَذهَلُ | |
هذي لنخلتِها التَجَتْ فَتَساقَطَتْ | رُطَبَاً جَنياً فهيَ منه تأكُلُ | |
ولدت بعيسى وهي غيرُ مروعةٍ | أنَّى وحارسُها السّري الأبسلُ | |
وإلى الجدارِ وصفحةِ البابِ التَجت | بنتُ النَّبي فأسقَطَتْ ما تَحمِلُ | |
سَقَطت وأسقَطَتِ الجنينَ وحولَها | من كلِّ ذي حسبٍ لئيمٍ جَحفلُ | |
هذا يعنَّفها وذاكَ يدُعها | ويردها هذا وهذا يركُلُ | |
وأمامَها أسدُ الأسودِ يقودُهُ | بالحبل قنفذُ هلْ كَهذا مُعضَلُ |
حدي:
عگب النبي سيد الأمم | الزهره علا الهم الألم | |
منعوها من صب الدّمع | او حگها او ورثها ما سلم | |
ضلّت عليله أم الحسن | او يمها الوصي راعي الشيم | |
لمن دنه ليها الأجل | واراها بالليل بألم | |
عشره حضروا دفن الطهر | وظالمها غافي وما علم |
الگوريز:
لمّا قضت نحبها صاح أهلُ المدينةِ صيحةً واحدة، واجتمعت نساءُ بني هاشم في دارها فصرخوا صرخةً عالية كادت المدينة أن تتزعزع من صراخهنّ.
واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجّون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلّون عليها وخرج أبو ذرّ وقال: انصرفوا فإنّ ابنةَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد اُخّرَ إخراجُها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا.
فلمّا أن هدأت العيون ومضى شطرُ من الليل أخرجها أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام) وعمّار والمقداد وعقيل والزبير وأبوذر وسلمان وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصّه صلّوا عليها ودفنوها في جوف الليل، ولسانُ حالِ أمير المؤمنين (عليه السلام):
أرى علَلَ الدنيا عليَّ كثيرةً | وصاحبُها حتى الممات عليلُ | |
لكلّ اجتماعٍ من خليلين فرقةٌ | وكلُّ الذي دون الفراقِ قليلُ | |
وإنَّ افتقادي فاطماً بعد أحمدٍ | دليلٌ على أن لا يدومَ خليل |
* * *
دفنها بليل ويهل دمع العيون | او يگلها مصيبتچ ما ظنتي تهون | |
مثل هضمچ بعد ما صار بالكون | وبفگدچ خابت آمالي والظنون | |
وحگ ضلعچ يزهره وسود المتون | يظل گلبي عليچ العمر محزون |
* * *
دفنها وگعد يصفگ راح بالراح | وفگدچ جمر بالدلال بالراح | |
بهيده يا تراب اللحد بالراح | تراهي مكسَّره ضلوع الزچيه |
يقولون: عاش أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد وفاة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ثلاثين عاماً وكان كلّما ذكر ضلعها المكسور تألّم وبكى، هذا وهو ضلع واحد اذن ما حال أمير المؤمنين (عليه السلام) لو يرى أضلاع ولده الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء وقد هشّمتها خيول بني أميّة
ضلع واحد يشوفه وتهمل دموعه | ريته يشوف شبله الرضت ضلوعه | |
خيول العده وزينب تصرخ بلوعه | من شافت وليها الخيل داسنّه |
* * *
ولصدره تطأ الخيولُ وطالَما | بسَريرِهِ جبريلُ كانَ موكَّلا | |
وبكسر ذاكَ الضّلع رُضّت أضلعٌ | في طيّها سرُّ الإلهِ مصونُ |