من ذا يقدمُ لي الجوادَ ولامتي |
|
والصّحبُ صرعى والنصيرُ قليلُ |
فأتتهُ زينبُ بالجوادِ تقودُهُ |
|
والدّمعُ من ذكرِ الفراقِ يسيلُ |
وتقولُ قد قطّعتَ قلبي يا أخي |
|
حُزناً فياليتَ الجبالَ تزولُ |
فلمن تنادي والحماةُ على الثرى |
|
صرعى ومنهم لا يُبلُّ غليلُ |
ما في الخيامِ وقد تفاني أهلُها |
|
إلا نساءٌ ولّهٌ وعليلُ |
أرأيتَ أختاً قدّمت لشقيقها |
|
فرسَ المنونِ ولا حمىً وكفيلُ |
فتبادرت منه الدموعُ وقال يا |
|
أختاهُ صبراً فالمصابُ جليلُ |
فبكت وقالت يابن أمّي ليس لي |
|
وعليكَ ما الصبرُ الجميلُ جميلُُ |
يا نورَ عيني يا حُشاشةَ مهجتي |
|
من للنساءِ الضّائعاتِ دليلُ |
ورنت إلى نحو الخيامِ بعولةٍ |
|
عظمى تصبُّ الدمعَ وهي تقولُ |
قوموا إلى التوديعِ إن أخي دعا |
|
بجوادهِ إن الفراقَ طويلُ |
فخرجنَ ربّاتُ الخدور عواثراً |
|
وغدا لها حولَ الحسين عويلُ |
الله ما حالُ العليل وقد رأى |
|
تلكَ المدامعَ للوداعِ تسيلُ |
فيقومُ طوراً ثمّ يبكو تارةً |
|
وعراهُ من ذكرِ الوداعِ نحولُ |