بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: الرابع عشر |
الليلة الثانية من محرم الحرام |
29 / رجب / 1437 هـ . ق |
القصيدة للسيد جعفر الحلي (رحمه الله)
وجْهُ الصباحِ عليَّ ليلٌ مُظلِمُ | وربيعُ أيَّامي عليَّ محرمُ | |
والليلُ يَشهدُ لي بأنيَّ ساهرٌ | إن طابَ للناسِ الرُّقادُ فهوَّموا | |
قَلِقَاً تُقَّلبُني الهمومُ بمضجعي | ويغورُ فكري في الزمانِ ويُتْهمُ | |
مِنْ قُرحَةٍ لَوْ أنها بيَلمْلَمٍ | نَسِفَتْ جوانِبَهُ وساخَ يلَملَمُ | |
ما خِلْتُ أنَّ الدَّهرَ مِنْ عاداتِهِ | تَروى الكلابُ بهِ ويَضمى الضيغمُ | |
ويُقدَّمُ الأُمويُّ وهو مؤخرٌ | ويؤخرُ العلويُّ وهو مُقَدَّمُ | |
مثلُ ابنِ فاطمةٍ يَبيتُ مُشرَّداً | ويزيدُ في لذّاتِهِ يتنعَّمُ | |
يَرقى مَنابِرَ أحمدٍ متأمراً | في المسلمينَ وليسَ يُنكرُ مُسلمُ | |
ويُضِّيقُ الدُنيا على ابنِ محمدٍ | حتى تقاذَفَهُ الفضاءُ الأعظَمُ | |
خَرَجَ الحسينُ من المدينةِ خائفاً | كخروجِ موسى خائفاً يتكتَّمُ | |
وقَدْ انجلى عن مكةٍ وهو ابنُها | وبهِ تشرَّفَتِ الحطيمُ وزَمْزَمُ | |
لَمْ يدرِ أينَ يُريحُ بُدنَ رِكابِهِ | فكأنَّما المأوى عليهِ مُحرَّمُ |
حدي:
يوم الذي راعي الشيم | انوه يشد الرّاحلهْ | |
جاب المحامل للحرم | كل فرد وجّه حِيد الهْ | |
طب لعد زينب مبتسم | عباس راعي المرجلهْ | |
گاللها ياضنوة علي | گومي نريد الكربلهْ | |
گالتله خوي محملي | ياهو الذي يتكفلهْ | |
گاللها عيناچ ابشري | امرچ نود نتمثلهْ | |
طِلعَن و عباس يحدي | و الضعن ضَجّ اهلاهلهْ | |
كل ساعه عباس او نزلْ | محمل الحرّة ايعدلهْ | |
صدله الحسين او ناشده | شنهي نزلتك بالفلهْ | |
گله يخوي نزلتي | تدري بختنه امدللهْ | |
ما تحمل الذل و الهظم | نشأت على العِزّ والعلهْ | |
ريتك يعباس اتحظر | يوم اَطلعت من كربلهْ |
سترت وجهه اچفوفها | والدمعه عالخد سايلهْ | |
لو رادت الناگه اتعثر | يضرب خواتك حرمله |
ولم تَرَ حتّى عينُها ظلَّ شخصِها | الى ان بَدَتْ في الغاضرية حُسرا |
الگوريز:
لما أراد الإمام الحسين (عليه السلام) الخروج من المدينة جهة مكة المكرمة كأني به مرَّ على قبور الأحبة يودعهم فودع قبر جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثم مرَّ على قبر أخيه المجتى (عليه السلام) فودعه ثم مرَّ بقبر امه الشهيدة المظلومة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فوقف وسلم عليها يقولون: وإذا بالجواب من داخل القبر وعليك السلام يا غريب الأم وعليك السلام يا حبيب الأم وعليك السلام يا وحيد الأم
يحسين يابني هيّجت حزني عليّه | لأجلك بگبري لابسة ثياب العزية | |
أبكي عليكم يا ضحايا الغاضريّه | الله كاتب كربلا تحويك يحسين | |
يابني مصابك بالطفوف يشيّب الراس | گلي عليمن انتحب يا وافي الباس | |
لابنك علي يولا لبو فاضل العبّاس | يبگه اعله نهر العلگمي من غير كفين |
ثم عاد (عليه السلام) إلى منزله ولما أراد الخروج من المدينة نهائياً أركب عياله والنساء وأبقى المدينة ابنةً له مريضةً عليلة تسمى فاطمة أودعها عند أم سلمة ولما تحرك الركب يقولون زحفت خلف ركب الحسين (عليه السلام) ولما أخبر بذلك نزل إليها ضمها إلى صدره ولسان الحال:
يبويه اخذوني وياكم اسرج الخيل | وحط افراشكم لو چلچل الليل |
فقال بني عودي لأنك مريضة ولا طاقة لك على المسير وإذا استقر بنا المقام بعثت خلفك لتلتحقي بنا عادت ولكن دموعها تجري فأخذت تدخل في حجرة وتخرج من أخرى ولسان الحال:
بعدكم راح أظل بس تدمع العين | ويحگلي البچه والنوح كل حين | |
وگضي العمر حسرات وونين | على أهلي المشوا عنّي بعيدين |
لفراگهم ما ليش تمكين
حتى جلست عند مهد عبد الله الرضيع وأخذت تهزهُ بيديها لعله يسدُ عليها وحشة أهلها ولسان الحال:
مشوا عني هلي لالچ ولالي | وزماني من بعد أهلي ولالي | |
للزم مهد عبد الله ولالي | بلچن يرد وحشتهم عليه |
تخميس:
بالأمسِ كانُوا مَعي واليومَ قَدْ رَحَلُوا | وخلَّفوا في سُويدَ القلبِ نيرانا | |
نَذرٌ عليَّ لإنْ عَادُوا وإنْ رَجَعُوا | لأزرَعَنَّ طَريقَ الطَّفِ ريحانا |