بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: الثالث عشر |
الليلة الأولى من شهر محرم الحرام |
22 / رجب / 1437 هـ . ق |
القصيدة للحاج هاشم الكعبي (رحمه الله)
كم يا هلالَ محرمٍ تُشجينا | ما زال قوسُك نبلُه يَرمينا | |
كلُّ المصائبِ قد تهون سوى التي | تركت فؤادَ محمدٍ محزونا | |
يومٌ به ازدلفتْ طغاةُ أميةٍ | كي تَشفينَّ من الحسين ضُغونا | |
نادى ألا هل من معين لم يجد | إلا محددةَ الرقاقِ مُعينا | |
فهوى على وجه الصعيدِ مبضّعاً | ما نال تغسيلاً ولا تكفينا | |
وسروا بنسوته على عُجُف المطا | تطوي سُهولاً بالفلا وحُزونا (1) | |
أوَ مثلُ زينبَ وهي بنتُ محمدٍ | برزت تخاطبُ شامتاً ملعونا | |
فغدا بمحضرها يُقلب مبسماً | كان النبيُّ برشفهِ مفتونا | |
نثرت عقيق دموعها لمّا غدا | بعصاهُ ينكُتُ لؤلؤا مكنونا |
(العاشوري)
عاشور من هل اعله الأكوان | نشرنه اعلامنه وعمت الأحزان | |
تنوح ارجالنه وتنحب النسوان | نواسي انريد فاطمة الزچيه |
* * *
ذكر حسين بس مر اعله سمعي | هاجت لوعتي وانهمل دمعي | |
عليه الحزن عاده وهذا طبعي | يحب حسين گلبي مو بديه |
* * *
يود حسين گلبي والموده | تظهر بالنياحه وعزه ورده | |
على اللي بگه ابين اعداه وحده | واخوته امعفرين اعله الوطيه |
يلايم لا تلوم الگلب لو حن | جمر امصيبته لحشاي لاحن | |
لو جانه شهر عاشور ولو حن | تصبح سلوتي نوح وعزيه |
الگوريز:
قال السيد الأمين (رحمه الله) حكى دعبلُ الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) في أيام عشرة المحرم فرأيته جالساً جِلسَةَ الحزين الكئيب وأصحابُه من حوله فلما رآني مقبلاً قال لي: «مرحباً بناصرنا بيده ولسانه» ثمّ وسّع لي في مجلسه وأجلسني إلى جنبه ثمّ قال لي: «يا دعبل أُحبُّ أن تنشدني شعراً فإنّ هذه الأيام أيام حزنٍ كانت علينا أهل البيت وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصاً بني اُمية»، ثم إنه (عليه السلام) نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته وراءَ السّتر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين (عليه السلام) ، ثم التفت إليّ وقال لي: «يا دعبل إرثِ الحسين فأنت ناصرُنا ومادِحنا ما دمت حياً فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت»، قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول:
مدارسُ آياتٍ خلت من تلاوةٍ | ومنزلُ وحيٍ مُقفِرُ العرصاتِ | |
لآلِ رسولِ اللهِ بالخَيفِ من مِنى | وبالركنِ والتعريفِ والجمراتِ | |
ديارُ عليٍ والحسينِ وجعفرٍ | وحمزةَ والسجادِ ذي الثفناتِ | |
منازلُ كانت للرشادِ وللتقى | وللصومِ والتطهيرِ والحسناتِ | |
منازلُ جبريلُ الأمينُ يحلُّها | من اللهِ بالتسليمِ والرحماتِ | |
ديارٌ عفاها جورُ كلِّ منابذٍ | ولم تعفُ للأيامِ والسنواتِ |
إلى أن يقول مخاطباً سيدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام):
أفاطمُ قومي يابنةَ الخيرِ واندبي | نجومَ سماواتٍ بأرضِ فلاتِ | |
قبورٌ بكوفانٍ واخرى بطيبةٍ | واخرى بفخٍ نالها صلواتي | |
قبورٌ بجنبِ النهر من أرضِ كربلا | مُعرَّسُهُمْ فيها بشطِّ فراتِ |
ثم أفرد الحسين (عليها السلام) بالذكر فقال معزياً أمّهُ الزهراء (عليها السلام)
أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلاً | وقد ماتَ عطشاناً بشطِّ فراتِ | |
إذن للطمتِ الخدّ فاطمُ عندهُ | وأجريتِ دمعَ العين في الوجناتِ |
وكأني بها (عليها السلام) مثل هذه الأيام تتنقّل في مجالس المؤمنين والمؤمنات لابسةً ثياب الحزن ولسان الحال:
وينه اليواسيني يشيعة | على حسين وأولاده ورضيعه | |
وابن والده عين الطليعة | على العلگمي چفوفه گطيعه |
عباس نايم عل شريعه
أنا الوالده يحسين يابني | يمن ريت ذباحك ذبحني | |
اسعدني على ابني يالتحبني | مصابة تره بگلبي وشعبني |
ونسّاني الضلّع وسواد متني
(تخميس)
أيا ناعياً ان جئت طَيبةَ مُقبلا | فعرّج على مكسورةِ الظلعِ مُعوِلا |
وحدثّ بما مضّ الفؤادَ مُفصَّلا
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا | وقد مات عَطشاناً بشط فرات |
(1) - الأرض الصلبة القاسية