بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: الثامن |
في رثاء الحوراء زينب عليها السلام |
16 / جمادى الثاني / 1437 هـ . ق |
أربعة أبيات الأولى للمرحوم السيد رضا الهندي
والباقي للمرحوم الشيخ محمد سعيد المنصوري
(سَلامٌ عَلى الحَوراءِ ما بَقي الدّهرُ | وما أشْرَقَتْ شَمسٌ وما طلع البَدرُ) | |
(سَلامٌ عَلى القَلبِ الكبيرِ وَصَبرهِ | بيومٍ جَرَت حُزناً لَهُ الأدمُعُ الحُمرُ) | |
(جَرَى ما جَرَى في كربلاء وَعَينُها | تَرَى ما جَرى مِمّا يَذُوبُ لَهُ الصّخرُ) | |
(لَقَدْ أبصَرَت جِسمَ الحُسَينِ مُبَضّعاً | فَجَاءَت بِصَبرٍ دُونَ مَفهُومِهِ الصَبرُ) | |
رَأتهُ وَنادَت يابنَ أُمّي ووالدي | لَكَ القَتلُ مكتوبٌ ولي كُتِبَ الأسرُ | |
أيَدري حسامٌ حَزّ نَحرَكَ حَدّهُ | بِهِ حُزّ مِن خيرِ الوَرى المُصطفى نَحرُ | |
أخي إنَّ في قَلبي أسَىً لا أُطيقُهُ | وقَد ضاقَ مِنّي في تَحَمُّلِهِ الصَّدرُ | |
أخي إن سَرَى جِسمِي فَقَلبي بِكربَلا | مُقيمٌ إلى أن يَنتهي مِني العُمرُ | |
أخي أنتَ عَنْ جَدّي وامي وعَنْ أبي | وعَن حَسَنٍ لي سَلوةٌ وبِكَ اليُسرُ | |
ومُذ غِبتَ عَنّي غابَ عَنّي جَميعُهُمْ | فَفَقدُكَ كسرٌ لَيس يُرجى لَهُ جَبرُ |
بحر الطويل (التغريد الحزين)
زينب نادت المَظلوم | يبن اُمّي كسرني البين | |
كسر المايفيد اعلاجْ | ليه وجرحْ يبگه اسنين |
* * *
إبوجهك چنِت يبن اُمّي | أشاهد جدّي المُختار | |
وشُوف الطاهره اُمّي | وخوي الحَسَن والكَرَار | |
اوبوجودك يخوبه احسين | چن ما خِلَت مِنها الدّار | |
اشلون النُّوب باصِرني | مِنْ بعدكْ ينور العينْ |
* * *
بيمن بَعَدْ أتسَلَّه | ونتَه اللّي چنِت سَلوه | |
إلى عن كل هلي وﮔومي | يطيب الذّات والخوَّه | |
ما تگعد تِصِد ليَّه | او تشوف إفراگك اشسَوه | |
إبحالي وچنّي مو زينب | الچنت إمخَدّره يحسين |
الگوريز:
سمعتُ بعض الرّاثين يقول:
قال بعض من حضرَ واقعة الطفّ : فواللهِ لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين (عليه السلام) وتنادي بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب : وامحمداه صلّى عليك مليكُ السّما هذا حسينٌ بالعرا مرمّلٌ بالدّماء، مقطّعُ الأعضاء وبناتُكَ سبايا، فأبكت والله كلّ عدوٍّ وصديق.
يقول هذا الرّاثي : وجّهت العقيلة زينب (عليها السلام) هنا خطابها إلى ثلاث جهات :
الجهة الأولى هي الله تعالى حيث وضعت يدها تحت جسد الإمام (عليه السلام) ورفعته إلى السماء وهي تقول : اللهمّ تقبل منّا هذا القربان لوجهك الكريم.
الجهة الثانية هي رسول الله صلى الله عليه وآله حيث خاطبت جدّها بقولها : يا جدّاه يا رسول الله ، هذا حسينك بالعرا محزوزُ الوريد من القفا ، مسلوبُ العمامة والرّدا:
يجدي گوم شوف حسين مذبوح | على الشاطي وعلى التربان مطروح | |
يجدي ما بگلته امن الطعن روح | يجدي امن العطش گلبه تفطّر | |
يجدي الرّمح بفاده تثنّه | يجدي او بالوجه للسيف رنّه | |
يجدي الخيل صدره رضرضنه | ولا ظل عظم سالم ما تكسّر |
والجهة الثالثة هي الإمام الحسين نفسه عليه الصلاة والسلام حين وضعته على الأرض وأخذت تخاطبُهُ وتشكو له ما جرى عليهم بعده ولسان الحال :
من شفتك بحاله عجيبة | منحور والجثة سليبة | |
گام الگلب يسعر لهيبه | يابن النبي الهادي وحبيبه | |
ظليت من بعدك غريبه | أنا منين أبو الحمله أجيبه |
تخميس
فرأت في الصّعيد ملقىً حماها | هشّمت صدرَهُ خيولُ الأعادي | |
فدعت والجفون قَرحى وفي القلب | لهيبٌ من الأسى ذو اتّقادِ | |
أحمى الضّائعات بعدك ضعنا | في يدِ النّائبات حسرى بوادي |