بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر لسنة 1427 هـ . ق
في شهادة الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
خسرت لَعَمرُكَ صَفقةُ الدَّهرِ الذي | فِيه السَّفيهُ غَدَى يُعدُّ حَليماً | |
أترومُ بَردَ نَسيمهِ وَأبى عَلَى الـ | أحرارِ إلا أنْ يَهِبَّ سَمُوما | |
فأقِم لِرزءِ بَني النبوة مأتَماً | واسجِم دُموعَكَ كالغَمامِ سَجيما | |
فَمَنِ الذي يَهدي المُظِلَّ إلى الهُدى | مِن بَعدِهِم أو يُنصِفُ المَظلُوما | |
وبَسيبِهِ يُغني الوَرى وبِسَيفِهِ | يَجلُوا عَنِ الدينِ الحَنيفِ هُمُوما | |
هَذا قَضى قتلاً وذاكَ مُغيباً | خَوفَ العَدوِّ وذَا قضى مَسموما | |
من مُبلغُ الإسلامِ أنَّ زَعيمه | قد ماتَ في سجنِ الرَّشيدِ سَميما | |
فالغيُّ باتَ بموتِهِ طربَ الحَشا | وغَدَى لمأتمهِ الرَّشادُ مُقِيما | |
ملقىً عَلى جِسرِ الرصافةِ نَعشُهُ | فِيهِ المَلائِكُ أحدَقَت تَعظيما |
تنوح أملاكها والكون مرجون | على الي مات اويلي ابحبس هارون | |
امن البصرة السجن بغداد جابه | ابحديد او گيد وايدور ذهابه | |
حطه ابسجن مظلم غلگ بابه | او نهه السجان يمه الناس يصلون | |
ابسجن والسندي ابن شاهك السجان | عليه ابكل وكت مغلج البيبان | |
تم اسنين للوادم فلا بان | ما يدرون ميت ولَّه مسجون | |
عگب گيده او حديده او ذيچ الأغلال | دسله ابرطب سم گاطع او ﭽتال | |
اكل بعضه او منّه نال ما نال | حسبكم گال نلتوا الي تريدون |
ابوذية:
يعين المجد يالﭽفك تياره | يموسه ازيارتك أحسن تياره | |
عسن سم الذي ابﭽبدك تياره | جره ابﭽبدي او رحت دونك فديه |
إنا لله وإنا إليه راجعون ، عزائنا لإمامنا المهدي (عليه السلام) والموالين بمرور ذكرى استشهاد سابع أئمة الهدى الإمام أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام).وهذا مجمل حياته: مولده الميمون في الأبواء بين مكة والمدينة السابع من صفر عام 128 للهجرة وهو أفضل أولاد أبويه الإمام الصادق (عليه السلام) والسيد حميدة الأندلسية ، وله ألقاب جمة: كالصابر والزاهر والأمين والوفي والعبد الصالح وحليف السجدة والنفس الزكية.
وقبرٌ ببغداد لنفسٍ زكيةٍ | تضمنها الرّحمنُ بالغُرُفات |
وباب الحوائج ، وهو مما اتفق عليه الخاصة والعامة وهذا عبد الباقي العمري :
لُذْ واستجر متوسلاً | إنْ ضاق أمرك أو تعَسَّرْ | |
بأبي الرضا جَدِّ الجوادِ | محمدٍ موسى بن جعفرِ |
وأشهر ألقابه الكاظمُ ، مصداق الذكر الحكيم : «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» آل عمران 134. فلقد كان يكظم غيظه ويعفوا عن المذنب إليه ويُحسن، ومنه قول القائل:
جازِ الإساءة بالإحسان إن صدرت | من امرءٍ زلةٌ تدعوا إلى الغضبِ | |
سجية النخل إن تضربْه في حجرٍ | جازاك عن ضربه بالبُسرِ والرُّطبِ |
والملاحظ إن الإمام الكاظم (عليه السلام) أكثر الأئمة تحملاً للسجون والمعانات حتى قضى أفديه سُماً بظُلمةِ السجن.
فعن صاحبه المسيب بن زهرة وكان موكلاً به قال ناداني الإمام قبل وفاته بأيام فلبيته فقال: إني ظاعنٌ إلى مدينة جدي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأعهد إلى ابني علي الرضا فقلت ياسيدي أتأمرني أن أفتح لك الأبواب وعليها الحرس فقال يامسيب أَضَعُفَ يقينك في الله وفينا ، فقلت : لا ، مَه فقلت له ادعُ الله أن يُثبتني ، فقال: اللهم ثبته ثم قال: إني أدعُ الله باسمه العظيم الذي دعا به آصفُ وصي سليمان بن داوود حتى يجمع الله بيني وبين ابني ، قرأيته يدعوا وافتقدته فلم يلبث أن عادَ وأعادَ الحديد إلى رجليه فوقعتُ ساجداً فقال ارفع رأسك واعلم إني راحلٌ إلى الله ثالث هذا اليوم ، فبكيت ، فقال: لا تبكِ ، فإنّ علياً ابني هو إمامك فحمدتُ الله فلما انقضت الثلاثة قال إني على ماعرَّفتك من الرحيل، فإذا طلبتُ ماءاً وشربته ورأيتني انتفخت واصفرّ لوني واخضر واحمر فاخبر الطاغية بوفاتي ، واعلم بأن السنديَّ يرومُ تجهيزي ودَفني وهيهات هيهات ، فإذا حُملتُ إلى مقابر قريش فالحدوني ولاترفعوا قبري فوق أربعةِ أصابع مفرجات ولا تأخذوا شيئاً من تربتي لتتبركوا به فإنَّ كل تربة لنا أهل البيت محرمة إلاّ تربة جدي الحسين (عليه السلام) فقد جعلها الله شفاءاً لشيعتنا بينا نحن كذلك ، إذا بشخص اشبه الأشخاص به ، أردت أن أسأله فصاحَ بي الإمام أليس قد نهيتك ثم غاب ذلك الشخص فعدتُ إليه فرأيته قد فارق الحياة ، وا إماماه وامظلوماه...
نعي مجاريد:
اظلمت بلد بغداد واتميد | على المات بالمحبس شهيد | |
مثل موسى بن جعفر الصنديد | كل يوم لنه ابحبس تشديد | |
حماميل شالوا نعشه الحيد | واعله الجسر خلّوه تعميد | |
مامش عشيرة الهاي وتفيد | ظلت وره المهدي مواعيد |
قطع الرشيد عليه فرض صلاته | قسرا وأظهر كامن الأحقاد | |
حتى إليه دسَّ سماً قاتلاً | فأصاب أقصى منيةٍ ومرادِ |