بسم الله الرحمن الرحيم
ليلة (20) من شهر رمضان
الدرس السادس عشر لسنة 1427 هـ . ق
هذه القصيدة للمرحوم السيد صالح النجفي المعروف بالقزويني (رحمه الله):
تالله لا أنساهُ في محرابِهِ | للهِ يَسجدُ في الظلام ويَركَعُ | |
وَجَلا ابنُ ملجَمَ والظّلامُ مُجلّلٌ | سَيفُ المنيةِ والبريّةُ هجّعُ | |
وقَضى عليهِ بهِ وقنّعَ رأسَهُ | للهِ رأسٌ بالحُسام مُقنّعُ | |
فَهُناكَ أعولَ جَبرئيلُ مَنادياً | فوقَ السما مَنْ في البسيطةِ يسمعُ | |
اليومَ أشْقى الأشقيا قَدْ غالَ أتـ | ـقَى الأتقيا وله الجميلَ مُضيِّعُ | |
قُتِلَ ابنَ عمِّ المُصطفى قُتِلَ الوصيَّ | المرتضى قتلَ الإمامَ الأورعُ | |
يَقضي إمامُ المسلمينَ مُخضَّباً | والمسلمون لهم قلوبٌ هُجَّعُ | |
فَمَنِ المُعزّي أحْمَداً بِوَصِيهِ | أرْداهُ صَمصامٌ بسُمٍّ مُنْقَعُ | |
وَمَنِ المعزَي فاطِماً بحمِيِّها | قَدْ قَدَّ مَفرقَهُ الحُسامُ الأقْطَعُ |
موشح:
هيبة الباري يحيدر هيبتك | وانته ذلّيت الگروم ابيمنتك | |
اشلون ابن ملجم لفه او طر هامتك | او فَيَّض المحراب من ادماها |
ابو حسين ما تتم اصيامه | لفه العيد واولاده يتامه | |
هذا البدر ليلة تمامه | وسفه عليه خلصت أيّامه |
إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائنا لإمامنا المهدي (عليه السلام) والموالين بذكرى فاجعة شهادة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام).
ماأعظم هذه الليلة ، ليلة المصيبة، ليلة الفراق فراق أولاد الإمام الوالد القائد الرائد والشهيد الخالد. قال نجله محمدٌ بنُ الحنفية :جمع أبي ولده تلك الليلة أوصاهم وقال فيما قال:عليكم بطاعة أخويكم الحسن والحسين فإنهما إماماكم وإماما هذه الأمة وأغمي عليه فلما أفاق قال: هذا النبي وحمزة وجعفر والأصحاب وهم يقولون عجّل قدومك إلينا فإنا إليك مشتاقون ، بُنَيَّ أبا محمد إذا أنا قضيتُ نحبي جهّزني وضعني في سريري وانتظر رفعَ المقدّم فإذا رُفع فارفعوا المؤخَّر وإذا وُضع فضعوا فإنه موضعُ قبري وصلِّ عليَّ سبعا ثم زحزح السرير فسترى قبراً محفوراً فاضجعني وغيِّب قبري ، ثم أدار عينيه في أهل بيته قائلاً أستودعكم الله جميعاً ، الله خليفتي عليكم وكفى به«لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ» (1) «إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ» (2).
واتجه للقبلة وتشهّد وعرق جبينُه وسكن أنينُه ، آجركم الله ، وقضى نحبه شهيداً واإماماه واعلياه
اشحال ابنه الحسن من غمّض اعيونه | وام ﭼلثوم من رادوا يشيلونه | |
تناديهم وهم گاموا يغسلونه | اهنا يا امغسّله لا تلچم اصوابه | |
يخوّاض المنايه مِن وصَل يمّك | وانته الموت يرجف لو سِمَع باسمك | |
اشلون السيف خضب شيبك ابدمك | او من باسك يروط السيف بگرابه |
فارتفعت الأصوات بالبكاء | ولا تسل عن حالة النساء |
كابنته الكبرى زينب، صرخت وشقت جيبها ورثته أشجى رثاء وأبكت حتى الأعداء، وارتجت الكوفة جائت على بكرةِ أبيها والصراخُ علا، وجهز وما أن حمل حتى ارتفعت الأصواتُ والحسينُ ينادي: وا أبتاه وا انتطاعَ ظهراه يا ابه من أجلك تعلمتُ البكاءَ:
أبي قد سطا دهري عليَّ وخانني | وما كان عهدي بالزمانِ يخونُ | |
أبي كنتُ قبل اليومِ لا أعرفُ البُكا | ولا سمحت لي بالدموع جُفوني |
نعي:
او زينب بچت والدمع دم سال | او صاحت ابصوت ايصدع الجبال | |
يحامي الحمه او ياخير الاعمال | ابعيد البله امن الدار تنشال | |
موحش مچانك يظل يا هلال | يتاماك لفراگك والعيال | |
عگبك تنوح ابدمع همّال | ويّاك عزنه والفخر شال |
يشيال النعش أبوي ونه | لمّن بناته ايودّعنه | |
او ينوحن عليه او يندبنّه | او يردن وليهن ينشدنّه | |
لو غاب شخصه او بعد عنّه | ياهو اليلم عگبه شملنه | |
او يتوزم او ينگل حملنه | اويلي اعلى أبونه الراح منّه |
(1) الصافات: 61.
(2) النحل: 128.