بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الرابعة من المحرم
الدرس الحادي والعشرون لسنة 1427 هـ . ق
وقفة على قبر ام البنين(عليها السلام) في المدينة
الشعر بقسميه للمنصوري:
أتينا نُسائلُ امَّ البنين | لِمَن طالَ مِنها البُكا والأنين | |
لِمَنْ صَوتُها في البَقيعِ اعتَلا | بنعي لهُ الصَّخرُ شَجواً يَلين | |
لِسِبط النبيِّ الشهيد الغَريب | بَكَتْ مُذ بَكت ام بكت للبنين | |
فَمَجلِسُها في مَحاني البَقيع | إلى الآنَ في السَّمع منه الرَّنين | |
كأنّي بها وهي تَحْتَ الثَّرى | تُجيبُ بصوتِ الشَّجا والحَنين | |
أيا سائِلي أيُّ خَطبٍ عَرَى | فؤادي فَأمسى كئيباً حَزين | |
وإن كانَ فَقدُ البَنين انطوى | به الضّلعُ مِنّي لَهُم أجمَعين | |
ولكنهُ لا كفقدِ الحُسين | لهُ سالَ دَمعُ العُيون السّخين | |
فلو بَقي السبط مِن بَعدهِم | لكانَ به ربعُنا يَستَزين | |
ولو عادَ لي بعدهُم سالِماً | لما أصبَحَ الداءُ داءً دَفين | |
ولكن قَضى بعدهُم نَحبَه | وقَد عَزَّ بَعدَ الحُسينِ المُعين |
(من الموشحات)
يالجيتوا لعِد ﮔبري تزوروني | وعن حزني اعلى ويلادي تنشدوني | |
آنه اشلون ما أبـﭽـي الفـﮔد عباس | وبيوم الطفوف إنشال بيه الرّاس | |
او ما أبـﭽـي اعلى اخوته إشلون آنه يا ناس | وهم روحي ودليلي وﮔرّت اعيوني | |
هد حيلي فـﮔدهم وجرى دمع العين | وﮔلت يبـﮔـه الخلف ليّه ابراس احسين | |
إذا سالم أبو السجاد ركن الدّين | سالم يظل لاﭽن بيه فجعوني | |
ﮔلت من ﮔلّي النّاعي ﮔضوا كلهم | ضحايا وجعفر ابنچ ﭽـان أولهم | |
فدوه للسّبط ﮔتله الولد خلهم | يرحون او أبو السّجاد مضموني | |
بس ﮔصدي يظل احسين والدّيوان | بي يعمر ويرفع وحشته الخِوّان | |
ﮔلّي احسين راح او بـﮔـه اعلى التّربان | جسمه وهالخُبر منّه انخطف لوني |
نعي:
نَصرُوا ابنَ بنتِ نبيهم طوبى لَهُم | نالوا بِنصرتِهِ مَراتِبَ ساميه | |
فَبَكتهُمُ عينُ الحُسينِ ولن تُرى | عينُ الحسين إلى سِواهُمُ باكيه |
وصيّة الإمام الحسين (عليه السلام) لأخيه محمد بن الحنفية
لما عَزمَ الإمامُ الحسينُ(عليه السلام) على مغادرةِ الوطنِ في معارضتهِ للنظام الأموي الدموي كَتب وصيَّته أو قل أهدافَه الرائدة من ثورته الخالدة:
(بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمد أن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له وأن محمداً عبدَه ورسولُهُ جاء بالحقِ من عند الحق وأن الجنةَ والنارَ حقٌ وأنَّ الساعةَ آتيةٌ لا ريبَ فيها وأن اللهَ يبعثُ من في القبور.
وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً ، وإنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وشيعة أبي علي بن أبي طالب أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسيرَ بسيرة جدي وأبي فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن رد علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين . وهذه وصيتي إليك يا أخي وما توفيقي إلا بالله عليه توكّلت وإليه أنيب).