بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع لسنة 1428 هـ . ق
أيّا منزلَ الاحبابِ مالكَ مُوحشاً | بِزَهرَتِكَ الأرياحُ أودَت بِما تَسفي | |
تَعفيتَ ياربعَ الأحبة بَعدَهم | فَذكرتَني قبرَ البتولةِ إذ عُفّي | |
شَجاها فِراقُ المُصطفى واحتقارُها | لَدى كُلَّ رجسٍ من صَحابَتهِ جِلفِ | |
لقد بَالغوا في هَضمِها وتَحالفوا | عليها وخانوا اللهَ في ذلك الحِلفِ | |
وما وَرَّثوها مِن أبيها وأثبَتُوا | حديثاً نفاهُ اللهُ في مُحكمِ الصُّحفِ | |
فآبت وزَندُ الغيضِ يَقدَحُ في الحَشا | تَعَثَّرَ بالأذيالِ مَثنيةَ العِطفِ | |
وجاءَت إلى الكرّار تَشكو اهتضامَها | ومَدَّت إليه الطَّرفَ خاشِعَةَ الطَّرفِ | |
أبا حسنٍ يا راسخَ الحِلمِ والحِجى | أذا فرّتِ الأبطالُ رُعباً مِن الزَّحفِ | |
ويا واحداً أفنى الجموعَ ولَم يَزَل | بصَيحتِه في الرَّوع يأتي على الألفِ | |
أراكَ تَراني وابنُ تَيمٍ وصَحبُهُ | يسومونني ما لا اطيقُ مِنَ الخَسفِ | |
وَيَلطِمُ عَيني نُصبَ عَينيكَ ناصِبُ | العداوةِ لي بالضَّربِ مِنِّي يَستشفِي | |
لِمَن أشتكي إلا إليكَ ومَنْ بِهِ | ألوذُ وهل لي بَعدَ بيتك مِن كَهفِ | |
وقَد أضرَمُوا النِّيرانَ فيه وأسقَطوا | جَنيني فَوا ويلاهُ منهُم ويا لَهفي | |
وما بَرِحَت مَظلُومةً ذاتَ علّةٍ | تُؤرِّقها البَلوى وظالِمُها مُغفي | |
إلى أن قَضَتْ مكسورَةَ الضِّلعِ مُسقَطاً | جنينٌ لها بالضَّربِ مِسوَدَّةَ الكَتفِ (1) |
گضت فاطمه من بعد أبوها | والگوم عگبه ما رعوها | |
جابوا حطب للباب إجوها | وباب الزكيه أحرگوها | |
وبضعة الهادي مرمروها | بالباب لاذت واسگطوها | |
محسن وبالسوط اوجعوها | وكسروا ضلعها او صوّبوها |
او وصية النبي الهادي نسوها
نكصُوا على الأعقابِ بعد مماتِهِ | سيرونَ في هذا النكوصِ عقابا |
حوار معاصر مع عبد الله الرضيع (عليه السلام)
بسم الله الرحمن الرحيم
يا سيدي يا علي الأصغر أسعف فمي ليقول في حقكم الجميل جميلا ... فأنتم النور والجمال والطريق السالك الى الله سبحانه وتعالى ... وأنتم الحق الذي يرعب الباطل ويهز عروش المستكبرين والظلاميين ... يا سيدي كلما وقعت عيني على طفل رضيع في مهده خنقتني العبرة ... لأن صورة النبلة القبيحة التي إخترقت نحرك الشريف تمثل أمامي اللحظة ... وشعاع نور وجهك البهي يملأ الدنيا ضياء ليمزق الظلمة ... ظلمة أيامنا التي حاول أعداء الله وأعداء الإنسانية وأعداء الاسلام فرضها علينا ... ونور وجهك هو نور وجه أبيك قبطان سفينة النجاة الأوسع والأسرع الى الله سبحانه وتعالى حسب قول الإمام الصادق (عليه السلام): ((كلنا سفن النجاة وسفينة جدي الحسين أوسع وفي لجج البحار أسرع)).
نور الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يفضح أفعال خفافيش الظلام ... ويفضح أفعال اللصوص ... سراق البراءة والجمال ... سراق الأحلام والأمنيات ... هم يسرقون كل شيء نبيل وطاهر لأنه يفضح قبحهم ... يا سيدي يا عبد الله الرضيع كم من إمام وولي صالح قبلك ذبحوا ويبحثون عن ضحية ... وكم من إمام بعدك ذبحوا وما زالوا يبحثون عن ضحية ... فدماء الطف لم تجف بعد وهي تزخرف حروف القرآن في السماء ، وكف عمك العباس (عليه السلام) ما زالت تطرق أبواب الظمائر الحية والشريفة طالبة النصرة لأبي عبد الله الحسين من جديد ... وما زالت تلك الكفين المشعتين بالنور الإلهي والنور العلوي تضرب بقوة على الرؤوس الخاوية التي تختبىء خلف ظل يزيد ... وتريد أن تعيد ... كرة الماضي ... من جديد ... يا سيدي لا زال أحفاد الظلام يبحثون عن ضحية ... وما زالوا يذبحون على الهوية ... وما زالوا يستهدفون الأطفال الرضع ، ويحرقون المصاحف بأفعالهم ويفجروا صوت الأذان !!! ... يا سيدي حبنا لكم يزعجهم ... ويثير إنفعالاتهم ... لكننا قبلنا أن نكون الضحية ... وأن نكون الهوية ... فشهادتنا معكم سيدي بقاء ... وبقاؤنا من غيركم فناء ... فتاريخنا كله محنة ... وأيامنا كلها كربلاء ... فبلاء يتبعه بلاء ... وبكاء الأطفال ... ما عاد بكاء !!! بل صار نشيدا يهتف بالسماء :- (اللهم نحن أطفال الإسلام ... أبتلينا بحقد أعداء الإسلام ... فساعدنا ... أو إستقبلنا ... وأنزل غضبك عليهم ... فهم قرروا أن يبيدونا ... لأننا نتلو القرآن ... ونرضع الإيمان ... ونعشق الأذان). يا سيدي يا عبد الله الرضيع (عليه السلام) فدماء جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم تجف بعد من على سجادة الصلاة .. ولن تجف أبدا ... حتى يصطف العالم بأجمعه ليصلي خلف هذه السجادة المحمدية الرسالة والعلوية التأويل والحسينية البقاء.
اللجنة العالمية لإحياء ذكرى مظلومية الطفل الرضيع ِ(عليه السلام)
(1) القصيدة للمرحوم الشيخ حبيب شعبان النجفي .
قال السيد جواد شبر في (أدب الطف) ج8 ص312 .