يا دوحةَ المجدِ من فهرٍ ومن مُضَرِ |
|
قد جفَ ماءُ الصِّبا من غُصنِكَ النَّظِرِ |
مهذَبُ الخَلْقِ والأخلاقِ إن ترَهُ |
|
كأنّهُ مَلَكٌ في صورةِ البشرِ |
قد أحدَقَتْ فيهِ آلافٌ يصولُ بها |
|
كـأنّهُ أسدٌ قدْ شَدَّ في حُمُـــرِ |
ما اخضرَّ عارضُه ما دبَّ شاربُهُ |
|
لكن جرى القدرُ الجاري على قَدرِ |
فاغتالَ مَفرِقَهُ الأزدي بمُرْهَفِهِ |
|
فخرَّ لكن بخدٍّ منهُ منعفِرِ |
إنْ يبكهِ عمُّهُ حزناً لمصرعهِ |
|
فما بكى قمرٌ إلا على قَمرِ |
يا ساعدَ اللهُ قلبَ السِّبطِ ينظُرُهُ |
|
فرداً ولم يبلغِ العشرينَ في العُمرِ |
لابن الزكيِّ ألا يا مقلتي انفجري |
|
من الدّموعِ دماً يا مهجتي انفطري |
قد كنتُ أحذرُ أنّي لا أراك على |
|
وجهِ الصّعيدِ ولكن جائني حذري |
ما كنتُ آمُلُ في الرّمضاءِ أبصرُهُ |
|
يا ليتَ فارقني من قبل ذا بصري |
ما كنتُ آملُ أن أبقى وأنت على |
|
حرِّ الصّعيدِ ضجيعَ الصخرِ والحجرِ |
مُرَّملاً مذْ رأتْهُ رَملة ٌ صَرَخَتْ |
|
يا مـهجتي وسروري يا ضيا بَصري |
خلّفْتَ والدةً ولهى مُحيَّرةً |
|
مدهوشةً ليسَ مِنْ حامٍ ومُنتصرِ |
بني تقضي على شاطي الفراتِ ظَماً |
|
والماءَ أشربُهُ صفواً بلا كَدرِ |
بُنيَّ في لوعةٍ خَلّفْتَ والدةً |
|
ترعى نجومَ الدّجى في الليلِ بالسّهَرِ |