بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع والعشرون لسنة 1430هـ . ق
الليلة الثانية عشرة من المحرم الحرام
لِمن ضعونٌ بأرضِ الطفّ سائرةٌ | تنحو الشئام فليتَ الركبَ لا سارا | |
وممن النسوةُ اللاتي يُسارُ بها | تَخالَهنّ على الأقتابِ أقمارا | |
على هزالِ المطايا لا رحالَ لها | تشكو أذى السيرِ اخفاءاً وإجهارا | |
حَواسراً سلبَ الأعدا براقعِها | وابتزّها القومُ أقراطاً وأطمارا | |
لم انسَ زينبَ إذ قالت مودعةً | والحزنُ بادٍ ودمعُ العينِ قد فارا | |
هلاّ تمرّونَ بالقتلى نودّعُهم | ونَقضي من تَرِبِ الخدّين أوطارا |
مروا عله ابن امي / فوگ الثره مرمي / ونادوا بني عمي / خلهم يحضرونه
مروا عله العطشان / فوگ الترب عريان / ونادوا بني عدنان / خلهم يشيعونه
مروا عله العباس / مرمي وگطيع الراس / يمه العلم والطاس / والسهم بعيونه
مروا عله الأكبر / فوگ الثره امطبر / ونادوا بني حيدر / خلهم يشيلونه
مروا عله القاسم / فوگ الترب نايم / ونادو بني هاشم / خلهم يجهزونه
ودعتك الله ياعيوني | يردون عنك ياخذوني | |
اوزجر او خوله اليباروني | نخيت اخوتي او ما جاوبوني | |
يهل الحمية ما تجوني | وامن ايد الاعادي اتخلصوني | |
يخويه الشمر والله هضمني | ضربني عله امتوني او شتمني |
اولا انكسر گلبه او لارحمني
اعيوني امن الدمع غارن وعمات | المصايب صوبت روحي وعمات | |
الك أيتام يالغايب وعمات | عله الاكوار اخذوها سبيه | |
جرتِ المدامعُ يومَ شمرٌ شمّرا | عن ساعديهِ ومتنَ زينبَ كسّرا | |
صرخت ونادت والكفيلُ على الثرى | أنعِم جواباً يا حسينُ أما ترى |
شِمرَ الخنا بالسوطِ ألّمَ أضلُعي
ما جرى عند خروج عيال الحسين (عليه السلام) من كربلاء
1) قال السيد ابن طاوس - (رحمه الله) - في كتاب الملهوف على أهل الطفوف والشيخ ابن نما - (رحمه الله) - في مثير الأحزان:
إن عمر بن سعد بعث برأس الحسين عليه الصلاة والسلام في ذلك اليوم وهو يوم عاشورا مع خولي بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد الله ابن زياد
وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فقطعت وسرح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج ، فأقبلوا بها ، حتى قدموا الكوفة ، وأقام بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس
ثم رحل بمن تخلف من عيال الحسين (عليه السلام) وحمل نساءه على أحلاس أقتاب بغير وطاء مكشفات الوجوه بين الأعداء ، وهن ودائع خير الأنبياء ، وساقوهن كما يساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم
ولله در القائل :
يصلى على المبعوث من آل هاشم | ويغزى بنوه إن ذا لعجيب |
2) عن قدامة بن زايدة ، عن أبيه قال : قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : بلغني يا زايدة أنك تزور قبر أبي عبد الله (عليه السلام) أحيانا ؟
فقلت : إن ذلك لكما « صفحة 57 » بلغك ،
فقال لي : فلما ذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا ، والواجب على هذه الأمة من حقنا ؟
فقلت : والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله ، ولا أحفل بسخط من سخط ، ولا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه ،
فقال : والله إن ذلك لكذلك ، يقولها ثلاثا وأقولها ثلاثا
فقال : أبشر ثم أبشر ثم أبشر فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب المخزونة :
إنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا ، وقتل أبي (عليه السلام) ، وقتل من كان معه من ولده وإخوته وساير أهله ، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة
فجعلت أنظر إليهم صرعى ، ولم يواروا ، فيعظم ذلك في صدري ، ويشتد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج ، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت على الكبرى ،
فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي وإخوتي ؟
فقلت : وكيف لا أجزع ولا أهلع ، وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء ، مسلبين لا يكفنون ولا يوارون ، ولا يعرج عليهم أحد ، ولا يقربهم بشر ، كأنهم أهل بيت من الديلم والخزر .
فقالت : لا يجز عنك ما ترى فوالله إن ذلك لعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جدك وأبيك وعمك ،
ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض ، وهم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها ،
وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء (عليه السلام) لا يدرس أثره ، ولا يعفو رسمه ، على كرور الليالي والأيام
و ليجتهدن أئمة الكفر وأشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا وأمره إلا علوا .
3) قال ابن طاوس لما كان اليوم الحادي عشر بعد قتل الحسين (عليه السلام) حمل ابن سعد معه نساء الحسين وبناته واخواته فقال النسوة:
بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين فمروا بهن على المصرع
فلما نظر النسوة الى القتلى فوالله لا انسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب:
يا محمداه صلى عليك مليك السما هذا حسينك مرمل بالدما مقطع الاعضاء وبناتك سبايا
الى الله المشتكى والى محمد المصطفى
والى علي المرتضى والى فاطمة الزهراء
والى حمزة سيد الشهداء
يا محمداه هذا حسين بالعرا تسفي عليه ريح الصبا قتيل اولاد البغايا
وا حزناه وا كرباه عليك يا أبا عبد الله اليوم مات جدي رسول الله
يا أصحاب محمد هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا
وفي بعض الروايات: وا محمداه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا وهذا حسين محزوز الرأس من القفا مسلوب والردا
بأبي من اضحى عسكره يوم الاثنين نهبا
بأبي من فسطاطه مقطع العرى
بأبي من لا غائب فيرتجى ولا جريح فيداوى
بأبي من نفسي له الفدا
بأبي المهموم حتى قضى
بأبي العطشان حتى مضى
بأبي من شيبته تقطر بالدما
بأبي من جده رسول إله السماء
بأبي من هو سبط نبي الهدى
بأبي محمد المصطفى
بأبي خديجة الكبرى
بأبي علي المرتضى
بأبي فاطمة الزهراء
بأبي من ردت له الشمس حتى صلى فابكت والله كل عدو وصديق .
الاستاذ الشيخ محمود الشريفي