بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : التاسع عشر |
الليلة السابعة من المحرم الحرام |
29 / رجب / 1432 هـ . ق |
القصيدة للسيد محمد علي العدناني الغريفي (رحمه الله):
المجدُ مجدك يابن ساقي الكوثرِ | والفخرُ فخرُكَ يا كريمَ العنصرِ | |
قمرٌ بكَ القمرُ المنيرُ تلألأت | أنوارُهُ وبدا بوجهٍ نيّر | |
وازرتَ يومَ الطفِ سبطَ محمدٍ | بمهنّدٍ صافي الحديدِ مُجَوهَر | |
أبكيكَ مقطوعَ اليدينِ مُعفّراً | نفسي الفداءُ لجسمِك المتعفّر | |
ولرأسِك المفضوخِ والعينِ التي انـ | طَفَأت بسهمٍ في الجهادِ مقدّر | |
فمشى الحسينُ اليك يهتفَ يا اخي | أفقَدتني جَلَدي وحُسنَ تصبّري | |
أاُخيُّ ها فانظر بناتِ محمدٍ | تبكي عليكَ بلهفةٍ وتزفّر | |
هذا لواؤك من يقومُ بحمله | بل من سيحفظُ بعدَ فقدِك معشري | |
من للحمى؟ من للعقائل؟ أصبحت | حيرى ومن سَيحنُّ للطفلِ البري |
لمن وصل لحسين صوت اعضيده | صال او اجه عنده او بچه اعله اعميده | |
عباس بعدك للعمر ماريده | شيفيدني او منك گطعت الضنه | |
يا گمر هاشم يالتشع بوصافك | يالمنّك يروع الخصم لو شافك | |
مفرد يبوفاضل بگيت اخلافك | وگدرت تجي ليّه العده او تدنه |
(أبوذية)
يحسين الحك اعضدك وعينه | تراهو طارت اچفوفه وعينه | |
اندهشنه اوارح من عدنه وعينه | يوم الصاح خويه الحگ عليه | |
فضل عباس ماينعد وجوده | ضوه لحسين يوم الطف وجوده | |
انحنه من طاحن اچفوفه وجوده | اوبعده احسين صاح انگطع بيه |
(تخميس)
أأخيُّ من لي إن ذهبتَ بمسعدٍ | عنّي يذبُّ بصارمٍ ومهندٍ | |
أأخيُّ من يرعى الفواطمَ في غدٍ | أأخيُّ من يحمي بناتِ محمدٍ |
إن صِرنَ يَستَرحِمنَ مَن لا يَرحمُ
من فضائل ومواقف
ابي الفضل العباس بن علي (عليه السلام)
قال الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا
هوالعباس بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
استشهد مع أخيه الحسين صلوات الله عليه .
وله مقام يغبطه به الشهداء .
و هو قمر بني هاشم
أمير على جند الحسين (عليه السلام).
وهو السقاء في كربلاء وحامل اللواء .
وقد عدت له ستة عشر لقبا .
وأمه أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابي . وأول من ولدت ا لعباس .
ولدته في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين من الهجرة .
وكان عمره الشريف عند شهادته أربعا وثلاثين سنة .
وكان شجاعا فارسا وسيما جسيما ، يركب الفرس المطهم ورجلاه تخطان الأرض .
وكان من فقهاء أولاد الأئمة (عليهم السلام) . وكان عدلا ثقة نقيا تقيا .
ويقول الامام الصادق (عليه السلام) في فضل العباس: كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا
وقال علي بن الحسين (عليه السلام) : رحم الله عمي العباس . فلقد آثر وأبلى وفدا أخاه بنفسه ، حتى قطعت يداه . فأبدله الله عز وجل منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب (عليه السلام) . وإن للعباس عند الله تبارك و تعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة - الحديث
من مواقفه ليلة عاشوراء:
جاء شمر ليلة عاشوراء حتى وقف على أصحاب الحسين (عليه السلام) فقال أين بنو أختنا يعني العباس وجعفر وعبد الله وعثمان أبناء علي (عليه السلام)
فقال الحسين (عليه السلام): أجيبوه وإن كان فاسقا،
فقالوا له: ما تريد ؟
فقال لهم : أنتم يا بني أختي آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع اخيكم الحسين والزموا طاعة يزيد ،
فقالوا له: لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له ،
وناداه العباس ابن أمير المؤمنين (عليه السلام): تبت يداك ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدو الله أتامرنا ان نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء ،
فرجع الشمر إلى عسكره مغضبا
الموقف الثاني: مصرعه يوم عاشوراء
لما رأى العباس وحدة اخيه الحسين عليه السلام أتى أخاه وقال : يا أخي هل من رخصة ؟
فبكى الحسين (عليه السلام) بكاء شديدا ثم قال : يا أخي أنت صاحب لوائي وإذا مضيت تفرق عسكري !
فقال العباس : قد ضاق صدري وسئمت من الحياة وأريد أن أطلب ثأري من هؤلاء المنافقين .
فقال الحسين (عليه السلام) : فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء ،
فذهب العباس ووعظهم وحذرهم فلم ينفعهم فرجع إلى أخيه فأخبره
فسمع الأطفال ينادون : العطش العطش !
فركب فرسه وأخذ رمحه والقربة ، وقصد نحو الفرات
فأحاط به أربعة آلاف ممن كانوا موكلين بالفرات ،
وحمل عليهم وجعل يقول :
لا أرهب الموت إذا الموت رقا | حتى أوارى في المصاليت لقي | |
نفسي لنفس المصطفى الطهر وقا | إني أنا العباس أغدو بالسقا |
ولا أخاف الشر يوم الملتقى
فرموه بالنبال فكشفهم وقتل منهم على ما روي ثمانين رجلا حتى دخل الماء .
فلما أراد أن يشرب غرفة من الماء ، ذكر عطش الحسين وأهل بيته ،
فرمى الماء وملا القربة وحملها على كتفه الأيمن ، وتوجه نحو الخيمة ،
فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب.
ففرقهم فكمن له زيد بن ورقاء من وراء فضربه على يمينه
فأخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز :
والله إن قطعتم يميني | إني أحامي أبدا عن ديني | |
وعن إمام صادق اليقين | نجل النبي الطاهر الأمين |
فقاتل حتى ضعف
فكمن له الحكم بن الطفيل الطائي من وراء نخلة فضربه على شماله فقال :
يا نفس لا تخشي من الكفار | وأبشري برحمة الجبار | |
مع النبي السيد المختار | قد قطعوا ببغيهم يساري |
فأصلهم يا رب حر النار
فضربه ملعون بعمود من حديد على رأسه فانقلب عن فرسه وصاح إلى أخيه الحسين :
أدركني يااخي ، فلما أتاه رآه صريعا فبكى وصاح الحسين (عليه السلام) : وا أخاه ! وا عباساه !
ثم قال الحسين (عليه السلام) : ألان انكسر ظهري ، وقلت حيلتي
ثم أخذ الحسين (عليه السلام) رأسه ووضعه في حجره ، وجعل يمسح الدم عن عينيه ، فرآه وهو يبكي ،
فقال الحسين (عليه السلام) : ما يبكيك ، يا أبا الفضل ؟ !
قال : أخي ، يا نور عيني ! وكيف لا أبكي ومثلك الآن جئتني وأخذت رأسي عن التراب ،
فبعد ساعة من يرفع رأسك عن التراب ؟ ومن يمسح التراب عن وجهك ؟
وكان الحسين (عليه السلام) جالسا إذ شهق العباس شهقة وفارقت روحه الطيبة
فلما رآه الحسين (عليه السلام) صريعا على شاطئ الفرات بكى وأنشأ يقول :
تعديتم يا شر قوم ببغيكم | وخالفتم دين النبي محمد | |
أما كان خير الرسل أوصاكم بنا | أما نحن من نجل النبي المسدد | |
أما كانت الزهراء أمي دونكم | أما كان من خير البرية أحمد | |
لعنتم وأخزيتم بما قد جنيتم | فسوف تلاقوا حر نار توقد |