بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع عشر لسنة 1429 هـ . ق
ليلة (21) من شهر رمضان شهادة الإمام علي (عليه السلام)
شهرُ الصيامِ بهِ الإسلامُ قَدْ فُجِعا | وفي رزيتِهِ قلبُ الهدى انصدعا | |
شهرُ الصيامِ بَكتْ عينُ السماءِ دما | فيهِ وجبريلُ ما بينَ السماءِ نعا | |
اليومَ في سيفِ أشقى العالمينَ هوى | شَخْصُ الوصي وفي محرابهِ صُرعا | |
اليومَ في قتلهِ الهادي وفاطمةٌ | ماتا وعليا نِزارٍ سورها انصدعا | |
اليومَ ماتَ الهدى والدينُ مُنهدمٌ | وفي ثيابِ الأسى قَدْ بَاتَ مُدَّرعا | |
اليومَ فالتسكبُ الأيتامُ عَبرتَها | ولتتركُ الصبرَ لكنْ تصحبُ الجزعا | |
سَعتْ بقتلِ وصي المصطفى فئةٌ | على قلوبِهمُ الشيطانُ قَدْ طَبَعا | |
قَدْ غادروا شملَ دينِ الله مُفترقاً | ويزعُمونَ بقتلِ المرتضى جُمِعا | |
هذا إبنُ مُلجَمَ قَدْ أردى أبا حسنٍ | أهلْ درى اليومَ مَنْ أردى ومَنْ صَرَعا | |
سيفٌ اُصيب بهِ رأسُ الوصي لقَدْ | أصابَ قلبَ الهدى والعلمَ والورعا |
بيت الجود صوَّح وانغلگ بابه | شدّوا ارحالكم وامشوا يطلاّبه | |
طاح اليوم سور المنع واتهدّم | او صاب الليث حيدر سيف ابن ملجم | |
تمنّيت الخلگ تفنه وهو يسلم | او لا اشوفه ابدمّه امخضّبه اثيابه | |
عـﮕبك لاحظِت بالمعركة الفرسان | او لا ثارت حرايب واعتلگ ميدان | |
او لا شالت رواياها بني عدنان | عزها انصاب بالراس او مُضه اصوابه | |
بـﭽـت زينب اويلي والحسن واحسين | عد راسه وهو ليهم يدير العين | |
ذلّ الدين من عـﮕـبك يعزّ الدين | عليه الكفر مال او لا بعد هابه |
علي يا آية الباري وسَمها | يمن سيفك العدوانك وسَمها | |
تضهدك طبرت الطاغي وسَمها | عجب وانته الفحل حامي الحميّه |
إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائنا لإمامنا المهدي(عليه السلام) والموالين بذكرى فاجعة شهادة الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين(عليه السلام).
ماأعظم هذه الليلة ، ليلة المصيبة، ليلة الفراق فراق أولاد الإمام الوالد القائد الرائد والشهيد الخالد. قال نجله محمدُ بنُ الحنفية :جمع أبي ولده تلك الليلة أوصاهم وقال فيما قال:عليكم بطاعة أخويكم الحسن والحسين فإنهما إماماكم وإماما هذه الأمة وأغمي عليه فلما أفاق قال: هذا النبي وحمزة وجعفر والأصحاب وهم يقولون عجّل قدومك إلينا فإنا إليك مشتاقون ، بُنَيَّ أبا محمد إذا أنا قضيتُ نحبي جهّزني وضعني في سريري وانتظر رفعَ المقدّم فإذا رُفع فارفعوا المؤخَّر وإذا وُضع فضعوا فإنه موضعُ قبري وصلِّ عليَّ سبعا ثم زحزح السرير فسترى قبراً محفوراً فاضجعني وغيِّب قبري ، ثم أدار عينيه في أهل بيته قائلاً أستودعكم الله جميعاً ، الله خليفتي عليكم وكفى به (لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ ) (1) (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ ) (2).
واتجه للقبلة وتشهّد وعرق جبينُه وسكن أنينُه ، آجركم الله ، وقضى نحبه شهيداً واإماماه واعلياه
اشحال ابنه الحسن من غمّض اعيونه | وام ﭼلثوم من رادوا يشيلونه | |
تناديهم وهم ﮔـاموا يغسلونه | اهنا يا امغسّله لا تلـﭽم اصوابه | |
يخوّاض المنايه مِن وصَل يمّك | وانته الموت يرجف لو سِمَع باسمك | |
اشلون السيف خضّب شيبك ابدمك | او من باسك يروط السيف بـﮔرابه | |
فارتفعت الأصوات بالبكاء | ولا تسل عن حالة النساء |
أبي قَدْ سطا دهري عليَّ وخانني | وما كان عهدي بالزمانِ يخونُ | |
أبي كنتُ قَبلَ اليومِ لا أعرفُ البُكا | ولا سَمَحتْ لي بالدموعِ جُفوني |
او زينب بـﭽت والدمع دم سال | او صاحت ابصوت ايصدع الجبال | |
يحامي الحمه او ياخير الاعمال | ابعيد البله امن الدار تنشال | |
موحش مـﭽـانك يظل يا هلال | يتاماك لفراﮔك والعيال | |
عـﮕبك تنوح ابدمع همّال | ويّاك عزنه والفخر شال |
يشيال نعش أبوي ونه | لمّن بناته ايودّعنه | |
او ينوحن عليه او يندبنّه | او يردن وليهن ينشدنّه | |
لو غاب شخصه او بعد عنّه | ياهو اليلم عـﮔبه شملنه | |
او يتوزم او ينـﮕل حملنه | اويلي اعلى أبونه الراح منّه |
(1) الصافات61
(2) النحل128