بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن عشر لسنة 1429هـ . ق
الليلة الثالثة من محرم الحرام
القصيدة للسيد جعفر الحلي
وجْهُ الصباحِ عليَّ ليلٌ مُظلِمُ | وربيعُ أيَّامي عليَّ محرمُ | |
والليلُ يَشهدُ لي بأنيَّ ساهرٌ | إن طابَ للناسِ الرُّقادُ فهوَّموا | |
قَلِقَاً تُقَّلبُني الهمومُ بمضجعي | ويغورُ فكري في الزمانِ ويُتْهمُ | |
مِنْ قُرحَةٍ لَوْ أنها بيَلمْلَمٍ | نَسِفَتْ جوانِبَهُ وساخَ يلَملَمُ | |
ما خِلْتُ أنَّ الدَّهرَ مِنْ عاداتِهِ | تَروى الكلابُ بهِ ويَضمى الضيغمُ | |
ويُقدَّمُ الأُمويُّ وهو مؤخرٌ | ويؤخرُ العلويُّ وهو مُقَدَّمُ | |
مثلُ ابنِ فاطمةٍ يَبيتُ مُشرَّداً | ويزيدُ في لذّاتِهِ يتنعَّمُ | |
يَرقى مَنابِرَ أحمدٍ متأمراً | في المسلمينَ وليسَ يُنكرُ مُسلمُ | |
ويُضَّيقُ الدُنيا على ابنِ محمدٍ | حتى تقاذَفَهُ الفضاءُ الأعظَمُ | |
خَرَجَ الحسينُ من المدينةِ خائفاً | كخروجِ موسى خائفاً يتكتَّمُ | |
وقَدْ انجلى عن مكةٍ وهو ابنُها | وبهِ تشرَّفَتِ الحطيمُ وزَمْزَمُ | |
لَمْ يدرِ أينَ يُريحُ بُدنَ رِكابِهِ | فكأنَّما المأوى عليهِ مُحرَّمُ |
حدي : للسيد عبد الحسين الشرع (رحمه الله)
يوم الذي راعي الشيم | انوه يشد الرّاحلهْ | |
جاب المحامل للحرم | كل فرد وجّه حِيد الهْ | |
طب لعد زينب مبتسم | عباس راعي المرجلهْ | |
گاللها ياضنوة علي | گومي نريد الكربلهْ | |
گالتله خوي محملي | ياهو الذي يتكفلهْ | |
گاللها عيناچ ابشري | امرچ نود نتمثلهْ | |
طِلعَن و عباس يحدي | و الزّملْ ضَجّ اهلاهلهْ | |
كل ساعه عباس او نزلْ | محمل الحرّة ايعدلهْ | |
صدله الحسين او ناشده | شنهي نزلتك بالفلهْ | |
گله يخوي نزلتي | تدري بختنه امـدللـهْ | |
ما تحمل الذل و الهظم | نشأت على العِزّ والعلهْ | |
ريتك يعباس اتحظر | يوم اَطلعت من كربلهْ |
سترت وجهه اچفوفها | والدمعه على الخد سايلهْ | |
لو رادت الناگه اتعثر | يضرب خواتك حرمله | |
ولم تَرَ حتّى عينُها ظلَّ شخصِها | الى ان بَدَتْ في الغاضرية حُسرا |
خطبةُ الإمام الحسين (عليه السلام) قبلَ خروجِه من مكةَ:
(الحمدُ للهِ ما شاءَ الله ولا قوةَ الا باللهِ، وصلّى اللهُ على رسولِهِ (والأئمةِ الميامين َمن آلهِ)، خُطَّ الموتُ على ولدِ آدمَ مخطَّ القلادةِ على جيدِ الفتاةِ وما أولهني الى أسلافي اشتياقَ يعقوبَ الى يُوسُفَ وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه.
كأني بأوصالي تقطِّعُها عُسْلانُ الفلواتِ بينَ النواويسِ وكربلاءَ ، فيمْلأنَ مني أكراشاً جُوفا وأجربةً سُغُبَا لا محيصَ عن يومٍ خُطَ بالقلمِ رضا اللهِ رضانا أهلَ البيتِ، نصبرُ على بلائهِ فيوفينا أُجورَ الصابرين لن تَشُذَّ عن رسولِ اللهِ لُحْمَتُهُ بَلْ هي مجموعةٌ لَهُ في حضيرةِ القدسِ تَقَرُ بِهمْ عَينُهُ ويُنْجَزُ بِهمْ وَعْدُهُ الا مَنْ كَانَ فينا باذِلاً مُهْجَتَهُ ومُوطناً على لقاءِ اللهِ نفسَهُ فليرحلُ مَعَنا فإنّي راحلٌ مُصْبِحاً إنْ شاءَ الله .
(الملهوف على قتلى الطفوف، ص171)