بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس: الثامن والعشرون |
مصرع القاسم بن الحسن (عليه السلام) |
5 / ذي الحجة / 1432 هـ . ق |
قال الراوي : وخرج القاسم بن الحسن، وهو غلامٌ لم يبلُغِ الحُلم, واستأذن عمه الحسين للبراز.
فلمَّا نظر إليه الحسينُ (عليه السلام) اعتنقهُ وبكى، ثمَّ أذنَ له:
فَبَرَزَ، وكأنَّ وجهه شقَّةُ قمرٍ، وبيده السيفُ، وعليه قميصٌ وإزارٌ، وفي رجليهِ نعلان.
فمشى يضرِبُ بسيفه، فانقطع شِسْعُ نعله اليُسرى، فوقف يَشُدُّ شسع نعله، غيرَ مُكترثٍ بالجمع، ولا مبالٍ بالألوف.
وبينما هو على هذا، إذ شدَّ عليه عمرو بن سعدٍ بن نُفيلٍ الأزدي.
فقال له حميدُ بن مسلم: وما تُريد من هذا الغلام؟ يكفيك هؤلاء الذين تراهُمُ احتَوَشُوهُ !
فقال: والله لأشُدَّنَّ عليه، فما ولّى حتى ضربَ رأسهُ بالسيف، فوقع الغلام لوجهه. (وا قاسماه)
فقال : يا عمَّاه.
فأتاه الحسين (عليه السلام) كالليث الغضبان؛ فضرب عمراً بالسيف، فاتَّقاهُ بالسَّاعدِ فأطنَّها من المرفق، فصاح صيحةً سمعها العسكر، فحملت خيلُ ابن سعدٍ لِتَستَنقِذَهُ، فاستقبلته بصدرها، ووطأتهُ بحوافرها فمات.
وانجلتِ الغُبرةُ، وإذا بالحسين (عليه السلام) قائمٌ على رأس الغلام، وهو يفحص برجليه.
والحسين يقول: بُعداً لقومٍ قتلوك، خصمُهُم يوم القيامة جدُّك.
ثم قال: عزَّ والله على عمِّك أن تدعوه فلا يُجيبُك، أو يُجيبُكَ فلا ينفعكَ صوتٌ والله كَثُرَ واترهُ، وقلَّ ناصرهُ.
بچه او ناداه يا جاسم اشبيدي | يريت السيف گبلك حز وريدي | |
هان الكم تخلوني اوحيدي | عله اخيمّي يعمّي الخيل تفتر |
* * *
ثم حملَهُ الحسين (عليه السلام) وكان صدره على صدره، ورجلاه يخُطانِ في الأرض، فألقاه مع عليّ الأكبر والقتلى:
جابه او مدّده ما بين اخوته | بچه عدهم يويلي وهم موته | |
بس ما سمعن النسوان صوته | إجت أمّه تصيح الله واكبر |
وكأني بأمّه رملة تنادي:
امبارك بين سبعين الف جابوك | ابدال الشّمع بالنشّاب زفّوك | |
عن الحنّه ابدمّ الراس حنّوك | على راسك ملبّس نبل ينثر |
* * *
يجاسم ريت هالطبرات بيّه | يجاسم گوم دير الموت ليّه | |
صدگ رايح يجاسم هاي هيّه | تخلّيني أون الليل واسهر |
* * *
انه ردتك ما ردت دنيه ولامال | اتخضرني لو وگع حملي ولامال | |
يبني يجاسم خابت اظنوني والامال | محل الضيج يبني اگطعت بيّه |
* * *
والقاسم بنُ المجتبى | حلو الشمائل والصفات | |
لهفي على وجناته | بدم الجبين مخضبات |
* * *