بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : العشرون |
الليلة السادسة من المحرم الحرام |
21 / شوال / 1433 هـ . ق |
القصيدة للسيد سلمان بن السيد داود الحلي (رحمه الله)
أرى العمرَ في صرفِ الزّمانِ يَبيدُ | ويذهبُ لكن ما نراهُ يعودُ | |
فكن رجلاً إن تُنْضَ أثوابُ عيشِهِ | رَثاثاً فثوبُ الفخرِ منهُ جديدُ | |
وإيّاكَ أن تشري الحياةَ بذلّةٍ | هي الموتُ والموتُ المريحُ وجودُ | |
وغيرُ فقيدٍ مَن يموتُ بعزّةٍ | وكلُّ فتىً بالذلِّ عاش فقيدُ | |
لذاكَ نضى ثوبَ الحياة ابنُ فاطمٍ | وخاضَ عُبابَ الموتِ وهو فريدُ | |
ولاقى خميساً(1) يملأُ الأرضَ زحفُهُ | بعزمٍ له السبعُ الطّباقُ تميدُ | |
وليس له من ناصرٍ غيرُ نيّفٍ | وسبعينَ ليثاً ما هناك مزيدُ | |
سطت وأنابيتُ الرّماح كأنّها | أُجامٌ(2) وهم تحت الرّماح أسودُ | |
وما برحوا عن نصرةِ الدّين والهدى | إلى أن تفانى جمعُهُم وأُبيدوا |
* * *
گضوا حگ العليهم دون الخيام | ولا خلوا خوات احسين تنضام | |
لمن طاحوا تفايض منهم الهام | تهاووا مثل مهوه النجم من خر | |
هذا الرمح بفاده تثنه | او هذا بيه للنشاب رنة | |
او هذا الخيل صدره رضرضنه | او هذا او ذاك بالهندي اموذر | |
ركب خيله وتعنه احسين ليها | لگاها بس جثث وامسلبيها | |
صب الدمع واتحسر عليها | گال احتسب عند الله واصبر |
* * *
لمَّا رأى السِّبطُ أصحابَ الوفى قُتِلُوْا | نادى أبا الفَضلِ أيْنَ الفارسُ البَطَلُ | |
وأيْنَ مَنْ دُوْنِي الأرواحَ قدْ بَذَلُوا | بالأمْسِ كانُوا مَعِي واليومَ قدْ رَحلُوا |
وخَلَّفُوا في سُوَيْدَ القَلْب نِيرانا
(1) ـ الخميس: هو الجيش لأنّه خمسُ فرق وهي المقدمة والقلب والميمنة والميسرة والسّاقة.
(2) ـ آجام: هو الحصن، ومعنى البيت هو أن الرماح لكثرتها صارت كأنها حصن وهم تحت هذا الحصن كالأسود.