بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : الثامن |
في وفاة أمّ البنين (عليها السلام) |
12/ جمادى الثاني / 1435هـ.ق |
القصيدة للمرحوم الشيخ محمد سعيد المنصوري (رحمه الله)
أتينا نُسائلُ أُمَّ البنين | لِمَنْ طَالَ مِنها البُكا والأنين | |
لِمَنْ صَوتُها في البَقيعِ إعتَلا | بنعيٍ لهُ الصَّخرُ شَجواً يَلين | |
لِسِبطِ النبيِّ الشهيدِ الغَريب | بَكَتْ مُذْ بَكتْ أمْ بَكَتْ للبنين | |
فَمَجلِسُها في مَحاني البَقيع | إلى الآنَ في السَّمعِ منهُ الرَّنين | |
كأنّي بها وهي تَحْتَ الثَّرى | تُجيبُ بصوتِ الشَّجا والحَنين | |
أيا سائِلي أيَّ خَطبٍ عَرَى | فؤادي فَأمسى كئيباً حَزين | |
وإن كانَ فَقدُ البَنينَ انطوى | به الضّلعُ مِنّي لَهُم أجمَعين | |
ولكنَّهُ لا كفقدِ الحُسين | لهُ سالَ دَمعُ العُيونِ السّخين | |
فلو بَقي السبطُ مِنْ بَعدِهِم | لكانَ بهِ رَبْعُنا يَستَزين | |
ولَوْ عَادَ لي بَعدَهُم سالِماً | لَمَا أصبَحَ الداءُ داءً دَفِين | |
ولكِنْ قَضى بَعدَهُم نَحبَه | وقَدْ عَزَّ بَعدَ الحُسينِ المُعين |
النعي:
يالجيتوا لعِد گبري تزوروني | وعن حزني اعلى ويلادي تنشدوني | |
آنه اشلون ما أبـچـي الفگد عباس | وبيوم الطفوف إنشال بيه الرّاس | |
او ما أبـچـي اعلى اخوته إشلون أنه ياناس | وهم روحي ودليلي وگرّت اعيوني | |
هد حيلي فگدهم واجرى دمع العين | وگلت يبگه الخلف ليّه ابراس احسين | |
إذا سالم أبو السجاد ركن الدّين | سالم يظل لاچن بيه فجعوني | |
گلت من گلّي النّاعي گضوا كلهم | ضحايا وجعفر ابنچ چان أولهم | |
فدوه للسّبط گتله الولد خلهم | يرحون او أبو السّجاد مضموني |
* * *
بالأمسِ كانُوا مَعي واليومَ قَدْ رَحَلُوا | وخلَّفوا في سُويدَ القلبِ نيرانا | |
نَذرٌ عليَّ لإنْ عَادُوا وإنْ رَجَعُوا | لأزرَعَنَّ طَريقَ الطَّفِ ريحانا |
الگوريز :
لمّا عاد ركبُ السّبايا إلى المدينة وحين قاربوها نزلوا حواليها فإلتفت الإمامُ زينُ العابدين (عليه السلام) إلى بشر بن حذلم فقال له: يا بشر رحمَ اللهُ أباك لقد كان شاعراً أتقدرُ على شيءٍ منه؟ قال أجل يا سيّدي وانّي لشاعر فقال (عليه السلام): ادخل المدينة وانع الحسين (عليه السلام) قال فركبتُ فرسي وأقبلت حتى دخلت المدينة فرفعت صوتي يا أهل يثرب لا مقام لكم بها، فأخذ الناس يسألونه ما الخبر ما الخبر؟ وهو يقول: الخبر عند قبر رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فلما بلغ المسجد رفع صوته وهو يبكي وينشد:
يا أهلَ يثرب لا مُقامَ لكم بها | قُتلَ الحسينُ فأدمعي مدرارُ | |
الجسمُ منه بكربلاءَ مضرّج | والرأسُ منه على القناة يُدارُ |
يقولون: فتجمع الناسُ عليه، وإذا بإمرأة دنت منه وهي تحملُ طفلاَ فسألتهُ قائلةً: أنت النّاعي ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله)؟!
فلمّا علم أنها أمّ البنين أخذ يعزيها بأبنائها فقال: أعظم اللهُ لك الأجر بولدك جعفر فقالت: أخبرني عن الحسين فقال: أعظم الله لك الأجر بولدك عبد الله قالت: أخبرني عن الحسين أيعودُ أم لا؟ فلمّا وصل إلى أبي الفضل قال: أعظم اللهُ لك الأجر بأبي الفضل العباس لقد تركناه على المشرعة دامي الوريدين، يقول: نظرتُ إلى متنها وقد مال وسقط الطفل من يديها فوضعت يدها على خاصرتها وهي تقول: يا هذا اكفف لقد قطّعت نياط قلبي أخبرني عن الحسين، قال عندها أعظم الله لكِ الأجر بأبي عبد الله الحسين فانصرفت باكية تقوم وتقعد ولسان الحال:
كلمن لها غايب تشوفه | وانه غايبي گطعوا چفوفه | |
كلمن لها غايب يعود | وانه غايبي مگطوع الزنود | |
كلمن لها غايب تنطره | وأنه غايبي موسّد الغبره |
يقولون: ثمّ توجّهت إلى دار الإمام الحسين (عليه السلام) بعد أن علمت بأنّ السيدة زينب وأخواتها والنساءَ هناك، وقد اوقفت العقيلة زينب (عليها السلام) جارية على الباب وقالت لها: لا تأذني لأحد بالدّخول علينا إلا لأمرأة سُبيت كما سبينا، وإذا بالباب تطرق، فذهبت الجارية ثم عادت وهي تقول: سيّدتي إنَّ على الباب أمَّ البنين.
فقالت: افتحي لها الباب لأنها شريكتنا بالمصاب والعزاء
فلمّا وقع بصرها على المسبيّة زينب صاحت واولداه واحسيناه...
أجابتها العقيلة وا أخاه واعبّاساه...
لفتها أمّ البنين تگوم وتطيح | وين أهلچ يزينب راحوا تصيح | |
او وين شبول هاشم والمصابيح | او وين حسين والينه المشيّم | |
تگلها والدمع يجري امن العيون | گضوا يم البنين بخطّة الكون | |
گضوا ما بين المطبّر ومطعون | وبين اللي بعمد راسه تهشم | |
صاحت أرد أنشدچ يا ضوه العين | عن عباس وولادي الميامين | |
أخافن گصّروا عن نصرة حسين | او عند أمه بخجل وجهي يتوسّم | |
لا يمي تگوللها شتگولين | ثلث تنعام من اخوتي الطيبين | |
بذلوا كل مهجم دون الحسين | او وگفوا سور ما دون المخيّم |
* * *
أبوذية:
بگيت أصفگ عليك بوسف راحت | همومي تراكمن ما شفت راحت | |
راحت هيبتي ويّاك راحت | وعزّي اندفن بأرض الغاضريّة |
* * *
تخميس :
أبكي على القمر المغيَّبِ في الثَّرى | وعلى الحسينِ بأدمعٍ مِدرارِ | |
وعلى الأولى قد صُرِّعوا في كربلا | آلِ النبيِّ وحَيدرِ الكرارِ | |
رحلوا وفي قلبي الأسى قد أوقدوا | ناراً تلظّى يا لَها من نارِ |