بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : التاسع |
في وفاة السيدة زينب (عليها السلام) |
26/ جمادى الثاني / 1435هـ.ق |
القصيدة للشاعر الشيخ محمد بن شريف الكاظمي (رحمه الله)
قف بالطفوف وجد بفيضِ الأدمع | إن كنت ذا حزنٍ وقلبٍ موجع | |
أيبيت جسمُ ابن النبيِّ على الثرى | ويبيت من فوق الحشايا مضجعي | |
تباً لقلب لا يُقطَّعُ بعده | أسفاً بسيف الحزنِ أيُ تقطعِ | |
لم أنس لا والله زينبَ إذ مشت | وهي الوقورُ إليه مشيَ المسرع | |
تدعوه والأحزانُ ملءُ فؤادها | والطّرفُ يسفح بالدموع الهمَّع | |
أأخيَّ أين أبي عليُّ المرتضى | ليرى انكساري للعدى وتخضعي | |
أأخيَّ هل سمعت بنعيك امُّكَ | الزهراءُ حين نُعيت أم لم تسمع | |
أأخيَّ ما عودتني منك الجَفا | فعلام تجفوني وتجفو من معي | |
أنعِم جواباً يا حسينُ أما ترى | شمرَ الخنا بالسّوط كسَّرَ أضلعي | |
فأجابها من فوق شاهقة القنا | قُضي القضاء بما جَرى فاسترجعي | |
وتكفلي حال اليتامى وانظري | ما كنتُ أصنع في حِماهم فاصنعي |
فائزي :
ناداها من وفوگ الرمح الله يرعاچ | صبري يخويه وسلّمي أمرچ المولاچ | |
راسي على راس الرّمح هل رايح وياچ | ويّاچ يرعه العايله ويرعه اليطيحون | |
يختي استعدي للهضم والهضم جدّام | لابُد يودوچن سبايه الطاغي الشام | |
ولهلچ تسمعين المسبّه بمجلسٍ عام | وهناك تلگين المراره انواع وفنون | |
يختي لو شفتي الحجر صكني دصبري | وشفتي عصاة يزيد تلعب فوگ ثغري | |
نادت عسن لا بگه الذاك اليوم عمري | او لا شوف بينه أهل الغدر خويه ايتشفون |
* * *
الگوريز :
سمعتُ بعض الرّاثين يقول:
قال بعض من حضرَ واقعة الطفّ : فواللهِ لا أنسى زينب بنت علي وهي تندب الحسين (عليه السلام) وتنادي بصوتٍ حزين وقلبٍ كئيب : وامحمداه صلّى عليك مليكُ السّما هذا حسينٌ بالعرا مرمّلٌ بالدّماء، مقطّعُ الأعضاء وبناتُكَ سبايا، فأبكت والله كلّ عدوٍّ وصديق.
يقول هذا الرّاثي : وجّهت العقيلة زينب (عليها السلام) هنا خطابها إلى ثلاث جهات :
الجهة الأولى هي الله تعالى حيث وضعت يدها تحت جسد الإمام (عليه السلام) ورفعته إلى السماء وهي تقول : اللهمّ تقبل منّا هذا القربان لوجهك الكريم.
الجهة الثانية هي رسول الله صلى الله عليه وآله حيث خاطبت جدّها بقولها : يا جدّاه يا رسول الله ، هذا حسينك بالعرا محزوزُ الوريد من القفا ، مسلوبُ العمامة والرّدا:
يجدي گوم شوف حسين مذبوح | على الشاطي وعلى التربان مطروح | |
يجدي ما بگلته امن الطعن روح | يجدي امن العطش گلبه تفطّر | |
يجدي الرّمح بفاده تثنّه | يجدي او بالوجه للسيف رنّه | |
يجدي الخيل صدره رضرضنه | ولا ظل عظم سالم ما تكسّر |
والجهة الثالثة هي الإمام الحسين نفسه عليه الصلاة والسلام حين وضعته على الأرض وأخذت تخاطبُهُ وتشكو له ما جرى عليهم بعده ولسان الحال :
من شفتك بحاله عجيبة | منحور والجثة سليبة | |
گام الگلب يعسر لهيبه | يابن النبي الهادي وحبيبه | |
ظليت من بعدك غريبه | أنا منين أبو الحمله أجيبه | |
فرأت في الصّعيد ملقىً حماها | هشّمت صدرَهُ خيولُ الأعادي | |
فدعت والجفون قَرحى وفي القلب | لهيبٌ من الأسى ذو اتّقادِ | |
أحمى الضّائعات بعدك ضعنا | في يدِ النّائبات حسرى بوادي |