الدرس : الثامن عشر |
الليلة السابعة من المحرم الحرام |
21/ذو القعدة / 1436هـ . ق |
القصيدة للمرحوم الشيخ حسن القفطان:
هيهاتَ أَنْ تَجفُوا السُهادَ جِفوني | أَوْ أنَّ داعيةَ الأَسَى تَجفوني | |
أَنّى ويومُ الطَّفِ أَضْرَمَ في الحشى | جَذَواتِ وَجْدٍ مِنْ لَظَى سِجينِ | |
يومٌ أبو الفضلِ استفزّتْ بأسَهُ | فَتياتُ فَاطِمَ مِنْ بني ياسينِ | |
فأغاث صبيتَهُ الظما بِمَزادةٍ | من ماءِ مرصودِ الوشيجِ مَعينِ | |
حَتّى إذا قَطَعُوا عليهِ طَرِيقَهُ | بِسِدادِ جَيشٍ بَارزٍ وكَمِينِ | |
ودَعَتهُ أَسرارُ القضا لِشَهادَةٍ | رُسِمَتْ لَهُ في لَوْحِها المكنُونِ | |
حَسَمُوا يديهِ وهامَهُ ضَرَبُوهُ في | عَمدِ الحديدِ فَخَرَّ خَيرَ طَعِينِ | |
فَمَشى إليهِ السِبطُ ينعاهُ كَسَر | تَ الآنَ ظهري يا أَخي ومُعيني | |
عَبّاسُ كبشَ كتيبتي وكِنانَتي | وسريَّ قَومِي بَلْ أَعَزَّ حُصُوني | |
لِمَنْ اللِوى أُعطي ومَنْ هُوَ جَامِعٌ | شَملِي وفي ظَنَكِ الزُّحامِ يقيني | |
عبّاسُ تَسمَعُ زينباً تَدعُوكَ مَنْ | لي يا حِمايَ إذ العِدى نَهَروني | |
أولَسْتَ تَسمَعُ ما تَقُولُ سُكَينةٌ | عَمَّاهُ يومَ الأَسرِ مَنْ يحميني |
فائزي :
سكنه تنادي والدمع عالخد جاري | من عگب عمي من يباريني ويداري |
* * *
ياهو اليباري العايله لو رادت اتشيل | اوياهو اليحامي اخدورها لو خيم الليل | |
وحنه يعمي بس حريم ابلا رياجيل | او مدري يعمي اشلون بيها ابها البراري |
* * *
واصعب علي من هاي طبتي للمدينه | شنهو جوابي لليگول البطل وينه | |
مگدر اگول ابكربله ومگطعينه | جثه بلا راس وبگه اعلى الارض عاري |
ابوذية :
ألف وسفه على العباس ينصاب | ومُخ راسه عله الـﭽـتفين ينصاب | |
اليوم نامت أعين بك لم تنم | وتسهدت أخرى فعزّ منامها | |
الماتم دوم إله ولحسين ينصاب | لمن تظهر الرايه الهاشميه |
الگوريز:
قال السماوي في (ابصار العين): لما رأى العباس (عليه السلام) وحدهَ أخيه بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته قال لأخوته من أمّه: تقدّموا لأحتسبكم عند الله تعالى فتقدّموا حتى قتلوا فجاء إلى الإمام واستأذنه في القتال فقال له: أنت حاملُ لوائي فقال: لقد ضاق صدري وسئمت الحياة فقال له: إن عزمت فاستسقِ لنا ماءاً، فأخذ قربتَهُ وحمل على القوم حتى ملأ القربة قالوا: واغترف من الماء غُرفة فتذكّر عطش الحسين (عليه السلام) فرمى الماء من يده وقال:
يا نفسُ من بعدِ الحسين هوني | وبعده لا كنت أن تكوني | |
هذا حسينُ واردُ المنون | وتشربين باردَ المَعين | |
والله ما هذا فعالُ ديني | ولا فعال صادق اليقين | |
اشلون اشرب واخوي احسين عطشان | وسكنه والحرم واطفال رضعان | |
أظن گلب العليل التهب نيران | ذب الماي من چفه وتحسر |
ثم عاد فأخذوا عليه الطريق فجعل يضربهم بسيفه وهو يقول:
لا أرهبُ الموتَ إذا الموتُ رقا | حتى أوارى في المصاليت لُقى | |
إني أنا العباسُ أغدو بالسقا | ولا أهابُ الموتَ يوم الملتقى |
فضربه حكيم بن طفيل السنبسي على يمينه فقطعها فأخذ اللواء بشماله وهو يقول:
والله إن قطعتموا يميني | إني أحامي أبداً عن ديني | |
وعن إمامٍ صادق اليقين | سبطِ النبي الصادق الأمين |
فضربه زيد بن ورقاء الجهني على شماله فقطعها فضمّ اللواء إلى صدره وهو يقول:
يا نفسُ لا تَخشَي من الكفار | وأبشري برحمةِ الجبار | |
قد قطعوا ببغيهم يساري | فأصلهم يا ربّ حرَّ النار |
فحمل عليه رجلٌ تميمي فضربه بعمود على رأسه فخرّ صريعاً إلى الأرض، ونادى بأعلى صوته أدركني يا أخي، فانقضّ عليه أبو عبد الله كالصّقر فرآه مقطوعَ اليمين واليسار مرضوخ الجبين مشكوك العين بسهم مثخناً بالجراح فوقف عليه منحنياً وجلس عند رأسه يبكي ولسان الحا:
يعباس هذا حسين يمك | يبچي وخلط دمعه بدمك | |
حاير يبو فاضل بلمك | وسكنه تسكت الطفل بسمك |
ساعه ويجيب الماي عمّك
يقولون: بينما الحسين (عليه السلام) عند أبي الفضل وإذا بامرأة خرجت من المخيم شابكةً عشرها على رأسها وهي تنادي وا أخاه وا عباساه فترك الإمام الحسين أخاه العباس (عليه السلام) في مكانه ولم يحمله ودنى وإذا بها العقيلة زينب فقال لها: إلى أين ارجعي قالت: أراك جئتني وحدك أين ابن والدي فاختنق الإمام بعبرته ولسان الحال:
يگللها يزينب راح عباس | راح الضيغم اللي يرفع الراس |
وظل يبچي عليه الدّرع والطاس
فعندما سمعت ذلك كأني بها أرادت أن تأتي إلى مصرعه وتلقي عليه نظرة الوداع فمنعها الإمام وهو يقول إلى أين؟ قالت بلسان الحال:
أنه رايحه العباس أشوفه | وركب اعله زنوده چفوفه | |
أخوي وعلي زاد معروفه | كفيل الحرم وشلون أعوفه |
وعندما سمعت سكينة نادت بلسان الحال:
عباسُ يا راعي الشَريعة والحرم | بحماك قد نامت سكينةُ في الخيم |
صرخت ونادت يوم قد سقط العلم
اليومَ نامَتْ أعينٌ بِكَ لَمْ تنم | وتسهّدَت أخرى فعز منامُها |