بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : الحادي عشر |
في شهادة الإمام علي عليه السلام ليلة 20من شهر رمضان |
10/ رجب / 1435هـ . ق |
تالله لا أنساهُ في محرابِهِ | للهِ يَسجدُ في الظلام ويَركَعُ | |
وَجَلا ابنُ ملجَمَ والظّلامُ مُجلّلٌ | سَيفُ المنيةِ والبريّةُ هجّعُ | |
وقَضى عليهِ بهِ وقنّعَ رأسَهُ | للهِ رأسٌ بالحُسام مُقنّعُ | |
فَهُناكَ أعولَ جَبرئيلُ مَنادياً | فوقَ السما مَنْ في البسيطةِ يسمعُ | |
اليومَ أشْقى الأشقيا قَدْ غالَ أتـ | ــقَى الأتقيا وله الجميلَ مُضيِّعُ | |
قُتِلَ ابنُ عمِّ المُصطفى قُتِلَ الوصيُّ | المرتضى قُتلَ الإمامُ الأورعُ | |
يَقضي إمامُ المسلمينَ مُخضَّباً | والمسلمون لهم قلوبٌ هُجَّعُ | |
فَمَنِ المُعزّي أحْمَداً بِوَصِيهِ | أرْداهُ صَمصامٌ بسُمٍّ مُنْقَعُ | |
وَمَنِ المعزَي فاطِماً بحمِيِّها | قَدْ قَدَّ مَفرقَهُ الحُسامُ الأقْطَعُ |
(قطيفي) :
غاله الطّاغي بسجدته انشلّت يمينه | طرّت الهامه ووصلت الضربة الجبينه | |
بالفوز معلن صاح واتغرّق امصلاه | وحوله على ذيچ الكريمة اتفايض ادماه | |
ومدّة حياته بو الحسن مالفظ بالآه | يحمد الباري ويشكره ماهو بونينه | |
جبريل يعلن بالنواعي ابذات لبروج | ومثل السفينه الارض ترجف والسما تموج | |
تعلّت الضجّة وبالخلايق ضاقت افجوج | وزينب تنادي يخوتي الكرار وينه |
الگوريز :
إنا لله وإنا إليه راجعون
عزائنا لإمامنا المهدي والموالين بهذه الفاجعة
قال حبيب بن عمروٍ السَّكوني:
دخلتُ على أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد أن عمّمَهُ ابن اليهودية بالسيف، وعنده الوجوه من الأشراف، هذا وقد نزف دمه واصفرَّ لونُه واعتراه الضعف والنحول، وهو يحلُّ عصابةً صفراءَ قد عَصّب بها رأسه، فو الله لم أدرِ أعصابته أشدُّ صفرةً أم وجههُ هذا وما من أحدٍ عنده، إلا وماءُ عينيه يترقرقُ فوق سوادِها حزناً عليه، ورأيتُ أبناءهُ والهاشميينَ قدْ أحدقوا به، وهم يتململون تململَ السليم فما تنفسَ منهم أحدٌ إلا وظننتُ أنَّ شظايا قلبه تخرجُ مع نفسهِ من الوجدِ والولَه، والكلُّ ساكتٌ رأفةً بهِ وهيبةً منه، هذا وقد أرسلوا خلفَ أثير بن عمروٍ ، وهو الجرّاحُ الكبير، ولسان حال زينب اُم المصائب:
فأمرهم فذبحوا شاةً وشقوا بطنها، فاستخرجَ عرقاً من رأة حارةٍ فنفخهُ ووضعهُ في جرح رأسِ الإمام (عليه السلام) وأمهلهُ هنيّةً ثم جذبهُ وقد تكلّلَ عليه من الدماغ ومال للخضرة من شدة السم.
فسُألَ الجراح عنه فاخْرَسَّ عن جوابهِ وتلجلجَ وطأطأ برأسهِ إلى الأرض، فيأسوا واويلاه واختنقوا بالعبرة.
هذا ولما يقِدروا أن يَرفعوا أصواتهم مخافةَ أن تهيجَ النساءُ خلفَ الستر ويضطرب الأمير (عليه السلام) فوضعوا رؤوسهم بين ركبهم ينشجونَ نشيجاً خفياً، إلا الأصبغُ بنُ نباته فإنه لم يملك نفسه فشرقَ بعبرتهِ وانتحبَ ولا تسلْ عن آلهِ كزينبَ ولسانُ حالِها:
انشدك يبو محمد عن الحال | اليوم الطبيب شخبر وگال | |
بلچن بشارة تفرح العيال | خويه الحزن منها نال ما نال | |
ون وتحسر من سمعه | وعيونه فاضت من دمعه | |
ولـخته على الحاله طلعه | راح الذي يحامي شرعه |
أريد آنه اعله أبوي أنشد حسنه | عزيز او نسمع الليله حسنه | |
عليه امن البچي ما ظل حسنه | بكت بس النواضر تكت هيه |
يقولون: فتح الإمام (عليه السلام) عينيه ونادى أين ولدي أبو الفضل قال: نعم قال له تقدم حتى أجلسه عنده ثم نادى أين ابنتي العقيلة زينب قالت: نعم قال تقدمي ثم أخذ يد العقيلة وضعها بيد أبي الفضل وهو يقول: هذه أمانتي عندك. وكأني بأبي الفضل:
حيدر على افراش المرض يوصي ابوصاياه | يودع ابحسره العايلة بدموع عيناه | |
گلهم وصيتي بالحسن وحسين وياه | اثنيهم ولد النبي وروح الزكيه |
وناده عله العباس الكفو وناده العقيله | حط ايدهه بيده وغده المدمع يسيله | |
گله انت ظعن اوديعتي هاذي كفيله | دگ صدره بيده ابن الوصي وحامي الحمية |
وحگ جدها النبي الهادي وياه | ابو جودي الضيم مامرهه وياهه | |
حدي الكطعت اچفوفي وياهه | اتعذرني لو طحت فوﮒ الوطيه |
عباسُ تسمعُ زينباً تدعوكَ مَنْ | لي يا حمايَ إذا العدى نهروني | |
أولستَ تسمعُ ما تقولُ سكينةٌ | عماهُ يومَ الأسرِ من يَحميني |