بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين لا سيما حجة الله في الأرضين مولانا صاحب الزمان المهدي المنتظر والعدل المبين واللعنة الدائمة على أعدائهم المكذبين بحقهم والناكرين شأنهم والضالين عن هداهم والمؤفكين إلى قيام يوم الدين
هذا ما جرى:
في ليلة من ليالي الجمعة وفي عالم الرؤيا رأيت نفسي أكتب على أوراق بيضاء منسوجة في إحداها بيت من الشعر قد تحيرت فيه مكتوب فيه
ألا يابن العسكري | قد أطلتنا الإنتظارِ |
وعند المنادى عليه وهو المولى صاحب الزمان كنت متحيراً أترى أتركها كما هي مكتوبة أم أنادي عليه باسم آخر ولكن لم أغير هذا النداء
وعندما استيقظت من نومي أرجأت الأمر حتى تطلع الشمس ثم مضيت لأعرض هذا البيت على بحور الشعر فوجدته موزون على نظم البحر المضارع وبطبيعة الحال التي كنت بها أنني كنت أكتب لكل كريم من أهل البيت عليهم السلام مجموعة قصائد رثائية ومولانا الحجة عجل الله فرجه من ضمنهم كنت كتبت فيه إستنهاضاً له صلوات الله عليه ولم يكن في الحسبان أن أزيد على ما كتبت في حقه لكن بعد عدة أيام من هذه الرؤية يحدث تفجير منارتي العسكريين في ذات الأسبوع فكان هذا اليوم يوم حزن ومصيبة شرعت فيه مبتدإ بكتابة هذه الملحمة التي سميتها ملحمة الغيبة حيث أوردت فيها جملة المصائب التي وردت على آبائه الطاهرين استنهضه فيها وتوجتها ببيته الذي أعطانيه ثم مررت بالقوافي على أحداث أرخت منابع العين شجناً وحزناً وقرحت القلوب ألماً وما جرى على البقيع وقبور الأئمة وحرث قبر الشهيد بكربلا ثم ما جرى في قبة النور الكبرى في سرى من رأى يا لذالك المشهد الذي كان يومها كيوم شهادة العسكريين معاً ثم عرجت على ما يحصل من أحداث من شأنها تخدم قضية الإستنهاض ملتمساً توفيق الله وتسديد صاحب الزمان فانتهت هذه الملحمة ببيتين بعد المائة فيها لواعج الشجن وعواصف الحزن وما جرى من محن عسى فيها فرج كل مؤمن ومؤمنة بظهور محي الشريعة في هذا الزمن
ألا يابن العسكريْ | قد أطلتنا الإنتظارِ | |
فهل نسيتَ البتولَ | وقبرها المستتارِ | |
وضلعها إذ غدا خَلـ | ـفَ بابها بانكسارِ |
ومحسِــــــــنُ المزهقَ الرُّوحِ من إثرِ الإنعصــــــــــارِ
وحيــــــــــــدرٍ إذ أتاهُ الشَّقِيُّ بِالإنغــــــــــــــــــــــــدارِ
وكبدُ الزَّكِيِّ مستسقـــــــــــــــياً سُمَّ الإحتضـــــــــــــارِ
ونعشُهُ المهتكَ الحر | مةِ العظمىْ والحصارِ | |
رُمِيْ بالسِّهامِ حقداً | مغلظا وانجهارِ |
وأما الحســـــــــــــــينَ في طفِّ كربلا مستطــــــــــارِ
قضى عطشاناً بجنبِ الـ | ـفراتِ صفوَ المهارِ | |
ذبيحَ القفى سليباً | بعيداً عنِ المزارِ | |
وثلةٌ من بنيهِ | دماؤها باهتدارِ | |
وعباسٌ سيفهُ الفر | نديُّ والمستشارِ | |
على الطفِّ ملقياً دو | نما اليمنى واليسارِ | |
وراهبُ القومِ سجَّا | دُهم في علِّ الضرارِ | |
وزينبٌ قلبها في | تشتتٍ وانشطارِ | |
تحيرت بالأحبة | ويتماهمُ الصغارِ | |
ومسبيةً إلى الشا | مِ والوجهُ في انسفارِ | |
وكلثومة على نحـ | ـوها مسباة ً تسارِ | |
وزين العبادِ في أصـ | ـفدٍ دون مِنْ دثارِ | |
على هزل النياقِ | لحراتِ الإنصهارِ | |
وخلفهم بالصعيدِ | حسينٌ دونَ انقبارِ | |
بقيْ ثلاثاً برمضا | ءِ كربلا والعشارِ | |
لأنَّ الخيامَ هبَّتْ | بنارِ الباب استعارِ | |
رضيض الجسم الشريفِ | بحافراتِ المهارِ | |
له الدم بات غسلاً | وأكفانه الغبارِ | |
ومنه الرأس المصفَّى | لعالي رمحٍ يصارِ | |
وهل طفلهُ الرضيعَ | عُفي من موت النجارِ | |
سقوهُ سهم الفطامِ | فقدَّ منه النحارِ | |
وفي درب الشامِ خولة | قضت شجواً وانفطارِ | |
وأما رقيةٌ قد | قضت حزناً وانذعارِ | |
وبين هاتين مذوى | سكينة يا للشنارِ | |
ومن طفلةٍ لطفلٍ | تدافعوا للفرارِ | |
أأكملُ الماضياتِ | من الأسى والمرارِ | |
فسجَّادُ هاشمٍ قد | قضى سماً بانضمارِ | |
وباقر العلمِ مستو | دعُ القضى والجوارِ | |
ونجلهُ الصادق المؤ | تمنْ سيد القرارِ | |
ونبراسُ دوحةِ العـلـ | ـمِ نورُ شمسِ النهارِ | |
على مثلٍ إنما مِنْ | بني العـباسِ الشرارِ | |
بقيعُ الشجى حواهـم | بجنب الأهلِ الحبارِ | |
وكاظمُ الغيظِ من بعـ | ـدِ سجنٍ في مستبارِ | |
ببغدادَ جنزوهُ | منَ السجنِ للجسارِ | |
ثلاثاً كجده السبْـ | ـطِ دونما مَنْ يوارِ | |
كِلا العليانِ دفَّا | نَهَيهِمَا بالحفارِ | |
وأما الغريب في غر | بةٍ وبُعدِ الدِّيارِ | |
قضى بسُمٍّ لحيقاً | بسالفاتِ الزهارِ | |
ولهفي لأختهِ اللا | هفةْ تتبعُ الأثارِ | |
فمذ رأت رمزَ نعشٍ | إليهِ رمزَ المشارِ | |
تمارضتْ جزعةً وانْـ | ـذَوَتْ تلحقُ الخيارِ | |
وحالُ الجوادِ لا تنْـ | ـتَفِيْ حزناً وانقهارِ | |
شبيهَ المسمومِ مِن جعْـ | ـدَةٍ بذاتِ الجمارِ | |
فأذبَلْهُ السُّمُّ في زهـ | ـرةِ العمرِ وابتكارِ | |
وهادي الدينِ الذي مِنْ | زعافِ شنئ العصارِ | |
مضى للتربانِ ظلماً | لحينما الإنظهارِ | |
ووالدْكَ العسكريْ حيْـ | ـنَ مالَ للإصفرارِ | |
بإثر الهادي مضى في | حفيرةِ الإنزمارِ | |
كأنَّهُمْ بعدَ هيجا | ءِ كربلا والضِّفارِ | |
سُقوا السُمَّ عن خلافِ الـ | ـمعينِ والإغتضارِ | |
وما بعدَ موتِهِمْ أو | قفَ العادي الإفتجارِ | |
فجارَ في مسفرِ الحقْـ | ـدِ للقبورِ انهيارِ | |
فأهوى عمرانها نا | سفاً كدمنِ الدمارِ | |
فيومٌ بكربلا والـ | ـبَقيعَ للإبتتارِ | |
فكربلا عادَ عمرا | نها معَ الإزدهارِ | |
وقبرُ الحسينِ بابَ الـ | ـفُودِ والمستجارِ |
وأما البقيـــــــــــعُ لا قبـــــــةٌّ ولا مِنْ جــــــــــــــــدارِ
قبورٌ قد بعثرتْ فيـ | ـهِ حاوطتها الحجارِ | |
بعينِ المحبِّ ظلَّتْ | شجيةً باصطبارِ | |
ليومٍ إليكَ ترجو | هُ بالحقِّ مستنارِ | |
وسامرَّا موطنَ الأهـ | ـلِ وانغلاقِ الخبارِ | |
فبعدَ الغيابِ أمستْ | يباباً بعدَ العمارِ | |
وقبَّةُ الهادِ والعسْـ | ـكريِّ عُريَ الوقارِ |
فــــــأهويتْ بعدَ نســـــــــف الضريحِ مِنْ إنجــــــــذارِ
ومثوى حكيمة الديـ | ـينِ والأمُّ في تبارِ | |
جريمةٌ قد أسَنَّتْ | دُهاها أيدِ الوغارِ | |
فلا بظني تعودُ الـ | ـقبورُ للإنجبارِ | |
بدونِ مؤتاكَ يا مسـ | ـتجاباً في الإضطرارِ | |
وها إننا نعيشُ الـ | ـحياةَ بالإنكدارِ |
أإنَّ فيـــــــــــهِ البــــــــلاءَ الذي يســــــبقُ البشــــــــارِ
لكنما الدينُ أمسى | بمزلقٍ للوعارِ | |
وقرآنهُ الجليُّ انـ | ـتهى نحو الإهتجارِ | |
وحقُّ الضعيفِ في ممـ | ـسَكِ القويِّ احتكارِ |
وعمَّ دنـــــيا الحيــــــــاةِ الرُّشى وانطمى المــــــــــذارِ
ومؤمنُ اليومِ كالأمْـ | ـسِ يخفيهِ انجحارِ | |
كأنَّ الحياةَ حُلَّتْ | ملذاتها اشتهارِ | |
وبيتُ الصلاةِ أضحى | مصلاهُ بانشغارِ | |
وخير الأرضِ انضوى قد | تساوى للإنحدارِ | |
وودقُ السماءِ أمسى | شحيحاً بالإنهمارِ | |
فما عادَ ماؤهُ العذ | بُ يُمليْ خُزنَ الجفارِ | |
وقُدَّ الإسلامُ جفواً | وشُلَّ منهُ الحوارِ | |
وما خلف ذا خطوبٌ | أشدُّ وخزاً ونارِ | |
وأصعبُ الخطبِ ما ليْـ | ـسَ منهُ وسعُ انذكارِ | |
حوادثٌ قد توالتْ | وهذا منها اختصارِ | |
أهذا امتحانُ صبرٍ | وجدولُ الإختبارِ | |
فأمْ أنَّهُ الوسيلة ْ | للقياكَ والمسارِ | |
فعجِّلْ ظهوركَ المر | تجى بأقصى البدارِ | |
وخلِّفْ وراء ظهرا | نِكَ المغيبَ اندحارِ | |
وأحضر بقبضةِ العد | لِ والحقِّ ذو الفقارِ | |
فكم لكَ اليومَ من خا | لياتِ دمٍ وثارِ | |
وأنفسٌ قد قضتْ ما | بلاها الدهر انطمارِ | |
وحقها ما ذوى فيـ | ـكَ كي يبلغ الوطارِ | |
لكنَّها بانتظارٍ | إليكَ أخذ الوتارِ | |
أما حانَ عهدها يأ | خذُ اليومَ بابتصارِ | |
وأجرارُ الحبِّ ظمئ | فأملئ تلك الجرارِ | |
فلا بُدَّ من ظهورٍ | وإن طالَ الإحتجارِ | |
ولا بدَّ يُدركُ الفجْـ | ـرَ رايةَ الإنتظارِ |
ملحمة الغيبة في 105 بيت من أبيات المناشدة لـ خادم الزهراء إبراهيم قبلان العاملي تمت في الـ 28 من شوال 1428 هجرية ليلة الجمعة الـ 08 من تشرين2 2007 ميلادية