يا تقيَّ العباد يا ابن الجواد | رزؤُك اليوم قد أذاب فؤادي | |
ودعت مقلتي تصبُّ دموعا | بالتهابٍ وزفرةٍ واتقاد | |
إن هماً أذاب قلبي وجدا | ليس يُقضى وماله من نفاد | |
كيف يقضي وفادحات الليالي | مالهنَّ انتها بل في ازديار | |
حسبُك الله يا صروف الليالي | قد تركتي جفني حليف السهاد | |
وتركتني قلبي يشب ضراما | للذي ناله عليُّ الهادي | |
أخرجوه من أرض طيبة كُرها | أحرموه الجوار للأجداد | |
بعد ذا أنزلوه خان الصعاليك | ونالوه بالأذى والعناد | |
صيَّروه في السجن كرها يريـ | دون إطفاء نوره الوقاد | |
جرَّعوه سما فلهفي عليه | أفتديه بالأهل والأولاد | |
فقضى نحبه عليٌّ فأضحى | بعده الدين فاقدا للعماد | |
وله الكون كاسفُ اللون حزنا | وله المجد لابسٌ للسواد | |
وله العسكريُّ أصبح يدعو | آه وا والدي وا سنادي(1) |
(1) ـ شعراء القطيف ص259.