أيَّ سِرّ يُخَبّئُ اللهُ فينا |
|
وعلى فَيْءِ عُمْقِهِ يطوينا ؟ |
ما الذي شاءَهُ الإلهُ فكُنّا |
|
مِثْلَ ما شاءَ أكرمُ الخالقينا ؟ |
عُمْقُنا مِثْلُ أَلْفٍ أُفْقٍ ، مَلِيْءٍ |
|
بِنَجاوى النُجومِ والساهرينا |
مَنْ يَفُكُّ الألغازَ في عُمْقِنا النائي ؟ |
|
ومَنْ يركبُ العُروجَ سَفينا |
آهِ لو أننا اسْتَنَرْنا بفيضِ |
|
النُورِ مِنْ آلِ أحمدَ الطاهرينا |
وعَرَفْنا مَخابِئَ السِرّ والإشراقِ |
|
في عُمْقِ أنْفُسٍ تَسْتَبِيْنا |
مِثْلَما شامَها أبو الفضلِ فانجابت |
|
بِرؤياه داجِيَاتٌ عَمِيْنا |
فَخَطا لِلندى المُجَنَّحِ بالروحِ |
|
فكانتْ ساعاتُهُ كالسِنينا |
ليْسَ عُمْراً تَقَوْقُعُ المَرْءِ في الظِلّ ، |
|
وكَوْنُ الإحساسِ ماءً وطينا |
إنّما العُمْرُ في عُلاً تُسْرجُ العقلَ |
|
وتسقيهِ طُهرَها واليقينا |
ذا أبو الفضلِ وَهْوَ تِلميذُ وَحٍْي قَدْ وَعاهُ فكانَ في السابقينا |
لَمْ تَرُعْهُ الجُموعُ ، لَمْ يُثْنِهِ |
|
الترغيبُ .. ما آثَرَ الضَلالَ المُبينا |
وبجنبِ الفُراتِ فاضتْ دِماهُ |
|
لِيُرَوّي بِنَزْفِهِ الحائرينا |
وعلى هَدْيِ جُرحِهِ كَبْوةُ التاريخِ |
|
تُمحى .. لِيُنْبتَ الياسمينا |