رجال القدر الباسق
اِنكسارُ التاريخِ مهما استداما | سوفَ تجلوهُ أنفُسٌ تتسامى | |
فالليالي وَهُنَّ في العَدّ كُثْرٌ | بدّدَتها شمسٌ فَصِرْنَ حُطاما | |
ولذا أشرَقتْ بسَبْعينَ فرداً | عَشَراتُ القُرونِ تشكو الظَلاما | |
فحُسينٌ وصَحْبُهُ مَلأوا التاريخَ | فخراً وأسْرَجُوا الأعواما | |
وقفوا في الطُفوفِ وقفةَ عِـــٍزّ | ليَعِيْشَ الأُناسُ طرَّاً كِراما | |
لمْ يُبالوا بعَسْكرٍ مُسْتَبـــــٍدّ | قصْدُهُ أنْ يحرّفَ الإسلاما | |
فأعادوا بهِ وَقيْعَةَ بدرٍ | وَهْوَ غَطّى عِراقَهُمْ و الشّاما | |
ثُمَّ لَمّا رَأَوا غِراسَ المَعالي | ظامئاتٍ وقدْ تُطَأْطِئُ هَاما | |
أرْشَفوها دِماءَهُمْ فاستطالت | وَحبَوْها رُؤوسَهُمْ أكماما | |
قدَرٌ باسِقٌ ، فمَدُّوا إليهِ | مِن شرايينِهِمْ جُسوراً عِظاما | |
غيْرَ أنَّ الأطفالَ ظلّتْ تنادي : | أيها الراحلونَ صرْنا يتامى | |
وعِداكُمْ وهُمْ وُحوْلُ حضيْضٍ | رَوَّعُونا ، ولمْ يراعوا ذِماما | |
بسياطِ انهزامِهمْ ضرَبونا | ثمَّ راحوا يُحَرّقونَ الخِياما |
يا خيْرَ أصحابٍ وخيرَ حُماةِ | يا أنجُمَاً في حالِكِ الظُلُماتِ | |
أطفالُكُمْ هامتْ إلى الفَلَواتِ | وعُيونها مَحروقةُ الدَمعاتِ |
وإليْكُمُ رَفعَتْ أَمرَّ شكاةِ
القصيدة السادسة / في حق أنصار الإمام الحسين عليه السلام وعليهم الرضوان