وقفَ السِبْطُ في رَوابي الطُّفوفِ |
|
يتمَلّى المَدى بطَرْفٍ حصيفِ |
قال : ما اسمُ المكانِ ؟ وهْوَ عليمٌ |
|
فأجابوا بحيْرةٍ ولهوفِ : |
نينوى .. واسْمُها كذا الغاضرياتُ .. |
|
ومِنْهُمْ مَن قالَ : أرضُ الطُّفوفِ |
قالَ رَهطٌ : بلْ إنها كربلاءٌ |
|
فانثنى عائذاً بصوتٍ ضعيفِ |
قالَ : إني أعوذُ باللهِ مِن كُلِ |
|
بلاءٍ وكُلّ كرْبٍ مُخِيْفِ |
هامساً : ها هنا مَحَطُّ رِحالي |
|
بعدَ لأيٍ وبعدَ طُوْلِ وُقوفِ |
فأناخوا بها .. وظَلّتْ تراءى |
|
في مدى عينِهِ مِئاتُ الطيُوفِ |
ها هنا سَوْفَ يقتَلُ الصَحبُ ظُلْماً |
|
في جيوشٍ مِن الطغاةِ أُلوفِ |
ها هنا القاسِمُ الحبيبُ سَيُردى |
|
وعليٌّ مبَضعٌ بالسُيوفِ |
ها هُنا عمُّهُمْ أبو الفضلِ يقضي |
|
دونَ كفّيْهِ ، وهو كالمَكفوفِ |
عينُهُ شكها عدوٌّ بسَهْمٍ |
|
وجُفونُ الأُخرى انطفتْ بالنزيفِ |
وعلى منحري سَيُذْبَحُ طِفلي |
|
ظامِئاً ، ساغباً بسهمٍ رَهيفِ |
ثمَّ أقضي بألفِ جرْحٍ وألفٍ |
|
وأرى الأُفقَ كالدُخانِ الكثيفِ |