قِفْ على كربلاءَ ، واقفُ النجيعا |
|
واقتبِسْ بارقَ الفِداءِ الرفيعا |
هِيَ مَغنىً لِمَنْ يرودُ بصيراً |
|
وانبهارٌ لِمَن يصيخُ سميعا |
عندها تولَدُ البُطولاتُ دُنياً |
|
من شمُوخٍ ، وعالماً مرفوعا |
أزهرَتْ في رمالها الحُمْرِ أرواحٌ ، |
|
فكانتْ رَواءَها والربيعا |
جَلْجَلَ الموتُ في مَحاني رُباها |
|
فتخطتهُ ، وانثنى مجدُوعا |
وضجيجُ الحروبِ مهما تعالى |
|
سوفَ يرتدُّ دونها مقموعا |
أصغرَ القومِ كانَ قاسمُ نجلُ |
|
الحسَنِ السبطِ ، وهوَ ما إنْ أُريعا |
لا يرى في الجيوشِ إلاّ كشِسْعٍ |
|
لنعالٍ له !! وكان بديعا |
أنْ رمى غصنَهُ الرقيقَ لنارٍ |
|
كانَ فيها الطَوْدَ العظيمَ المنيعا |
هُزُواً بالجموعِ ما شالَ درعاً |
|
ما امتطى أجردَ الخيُولِ سريعا |
نازلَ القومَ وحدَهُ ، وهمُ الآلافُ .. |
|
حتى أراعَ منهُمْ مَرُوعا |
فأتاهُ سهمٌ ليقطَعَ شِسْعَ النعلِ .. |
|
فاسْتلَّ شِسْعَهُ المقطوعا |
فرأى فيهِ فرصةً غادِرُ القومِ .. |
|
فأرداهُ بالحُسامِ صريعا |
فهوى قائلاً : (( عليكَ سلامي |
|
يا حسينا )) .. فجاء يُردي الجموعا |
فإذا قاسمٌ كما الصبحِ ساجٍ |
|
بدِماهُ .. والوردُ أضحى نقيعا |
رَدّهُ للخِيامِ بقيا سناءٍ |
|
وعليه أرخى النهارُ دموعا |