مكة الوحي أشرقت بالحسين

مكةُ الوحْي أشرقتْ بالحُسينِ   حينَما جاءَها على وَجَلَيْنِ
واستعادتْ ذكرى الرسولِ فحنتْ   لأريجٍ لهُ لدى الحسَنيْنِ
نصفُ قرْنٍ مِن الفِراقِ تقضّى   وهيَ وَلهى مشبوحةُ العينينِ
ها هو المصطفى يعودُ ، أما قالَ :   (( حُسينٌ منّي .. أنا مِن حسينِ )) ؟
ولقدْ قالَ : (( عترتي وكتابَ اللهِ   فيكم ، أُخلّفُ الثِقلَيْنِ ))
مَكّةَ الخيرِ ؛ هلْ عَلمْتِ بأنَّ   السّبطَ ناءٍ ، فلا تمُدّي اليدينِ
سَفرٌ كُلُّهُ غموضٌ وخوفٌ   وذُهولٌ يطفو على المُقلَتينِ
وأميرُ الفسّاقِ غدراً تنادى :   (( يا لثاراتِ بدْرِنا وحُنيْنِ ))
وَدّعي السبطَ مَكّةَ الخيرِ وابكي   لأساهُ يا حلوَةَ الطَلْعَتَيْنِ
سوف يقضي ظَمَاً بشطّ فُراتٍ   وهو يرنو أسىً إلى الضّفَتينِ
والجراحاتُ تغسلُ الرَمْلَ بحراً   يتخطّى الفلا بلا ساحِلَيْنِ
المَدى كُلُّهُ لَهُ ومناهُ   أنْ يفوزَ الإنسانُ في النشأتينِ
غيرَ أنَّ العِدى قد احتوَشوهُ   وَهْوَ يدعو : هل مِن مُوفٍّ لِدَينِ

تخميس مناسب لهذه الليلة :

لو أنه يفتدى بالروحِ أفديهِ   سِبْطَ النبيّ الذي أنجى من التّيْهِ
قلبي تفرّى أسىً من حسرةٍ فيهِ   يا ويحَ قلبيْ فقدْ طالتْ لياليهِ

وكادَ يقضى عليهِ من مآسيهِ


القصيدة الثالثة / في نزول الإمام الحسين مكة المكرمة