هلال الأسى

يا هِلالَ المُحَرَّمِ المَحزونا   اِنطفَتْ فيكَ آتياتُ السِنينا
كُلُّ مَنْ يَبتدي بعامٍ جديدٍ   يَتملاّهُ آملاً مَفتونا
أوّلُ العامِ عندَهُ يومُ عيدٍ   فيه يرجو أحلامَهُ أنْ تحينا
غيرَ أنا وَلَهْفَ قلبي علينا   ما نرى فيكَ عيدَنا المَظنونا
انكساراتُ لونِكَ الرّاجفِ الخابي   تلاقتْ مع الظلامِ شُجُونا
وأماطَتْ ذكرى الجراحِ فأدْمَتْ   بأساها قلوبنا والعُيونا
يا هلالاً ما كانَ إلا انطفاءً   كنْ بِطُوفانِ دَمعَتَيَّ سَفينا
أبحَرَتْ في الدُموعِ روحي وطافتْ   حسراتي ، وذوّبتني حنينا
عجباً من عذابِنا يتنامى   ونُساقيهِ نبضَنا والأنينا
وخيالُ الحُسينِ يُشْرِقُ في الأُفْقِ   لِتهدي دماؤهُ التائهينا
ألفُ جُرْحٍ ومِن مِئاتِكَ تِسْعٌ   وسعيرُ الآلامِ يضري المَنونا
يا تُرى هلْ دَرَتْ أذاهُ قلوبٌ   ماتَ مِن أجْلِها ليُحيي الدِينا
وينادي : لقدْ تفَتَّتَ قلبي   عطَشاً ، فانضحوهُ ماءً مَعينا
فإذا سَهْمُهُ المُثَلَّثُ ماضٍ   في حشاهُ .. فخَرَّ منهُ طَعينا
جِسْمُهُ للسُيوفِ قدْ صارَ نَهْباً   وحواليْهِ أهلهُ ظامئينا
وعلى الرُّمحِ رأسهُ رفعوهُ   وهو يرعى مِن فوقِهِ المسلمينا

تخميس مناسب لليلة الأولى :

دمعي بشهرِ محرّمٍ يتفجّرُ   ودماءُ قلبي للحسينِ تسعّرُ
ناديتُ حينَ بدا الهلالُ الأكدرُ   ( هذا هلالٌ لاحَ أم هو خنجرُ )

طعنَ الفؤادَ فبان طيبُ هجوعي)

قلبي أُذيبَ ودمعُ عيني أُسبِلا   من ذكرياتِ مصابهِ في كربلا
هذا الهلالُ أصابَ منّي مَقتلا   ( إذ كان يُذكِرُني مصيبةَ ذي عُلا )

فوقَ السماواتِ العُلى مرفوعِ )


القسم الثالث / قصائد التأبين ، وهي مجموعة قصائد منبرية :

القصيدة الأُولى / في استقبال هلال شهر محرم الحرام . نُظمت هي وأغلب هذه القصائد المنبرية في إحدى ضيعات مدينة صور في العشرة الأخيرة من ذي الحجّة سنة 1418