أعول الأفق الدامي
وَجمَ الكونُ ، واستبدَّ العذابُ | وبكتْ أعينٌ ، وذلّتْ رقابُ | |
وعلى السِبْطِ أعوَلَ الأُفقُ الدامي | وناحتْ سُهولُها والهضابُ | |
وعَلتْ أنجُمَ السَما غبرةُ الذُلِ | فغارتْ ، وهَدَّها الاِكتئابُ | |
كلُّ شيءٍ يَمجُّ حُزناً ودمعاً | ويْ كأنَّ الوجودَ هذا خرابُ | |
والدِماءُ الحمراءُ تصبغُ وجهَ | الرَمْلِ والساقياتُ قفرٌ يَبابُ | |
خَلَعَ العالَمُ الجميلُ رِداهُ | وطواهُ أساهُ والاِنتحابُ | |
حينَ أردى الحُسينَ غَدْرُ يزيدٍ | ودهى أهلَهُ الكرامَ مصابُ | |
فعيونُ النساءِ خوفٌ ورعبٌ | ودُموعُ الأيتامِ جمْرٌ مُذابُ | |
كيفَ قضَّوا هذا المَسا ؟! والأعادي | يتبارَونَ بينَهُمْ والذئابُ | |
أينَ مِنهُمْ حُماتهم ؟ كم تعَدّى | ظالمٌ غاشمٌ لهُمْ سَبّابُ ؟ | |
آهِ لو ينهضُ الحسينُ فيرنو | لليتامى أخافها الإرهابُ | |
آهِ لو يلمحُ النساءَ تَباكى | وتنادي بِعَوْلَةٍ : يا شبابُ | |
ما لقِينا مِن بعدِكم مِن رَزايا ؟ | لم تطِقْها حتى الرواسي الصِلابُ |
تخميس :
بناتُ العُلا مذهولةُ والقضا وَقعْ | ترشُّ نجومَ الليلِ مِن دمعِها لُمَعْ | |
بكى حالَها البدرُ الحزينُ وقد طَلَعْ | ( مشى الدهرُ يومَ الطَفّ أعمى فلم يدعْ |
عماداً لها إلاّ وفيهِ تعثرا )
القصيدة الثانية عشرة / في ليلة الوحشة ، مع أُسطورة الصبر الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم السلام