بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : الخامس عشر |
الليلة الثانية من محرم الحرام |
9/شعبان/ 1435هـ . ق |
القصيدة : للمرحوم السيد مهدي الأعرجي
رَحَلوا وما رَحلوا أُهيلُ ودادي | إلاّ بحُسنِ تَصبّري وفُؤادي | |
سَارُوا ولكنْ خلّفوني بَعْدَهُم | حُزناً أصوبُ الدَّمعَ صَوبَ عِهادي | |
وسَرَتْ بقلبي المُستهامِِ رِكابُهُم | تعلوا بهِ جَبَلاً وتهبطُ وادي | |
وخَلَتْ منازلُهم فها هي بعدَهُم | قَفرى وما فيها سُوى الأوتادِ | |
ولقدْ وقَفْتُ بها وقوفَ مُوَلَّهٍ | وبمُهجَتِي للوجدِ قدحُ زنادِ | |
أبكي بها طَوراً لفرطِ صبابتي | وأصيحُ فيها تَارةً وأُنادي | |
يا دارُ أينَ مَضى ذووكِ أما لَهم | بعدَ الترحُّلِ عنكِ يَومَ مَعادِ | |
يا دارُ قَدْ ذكَّرتِني بِعراصِكِ الـ | ــقفرى عِراصَ بني النّبيّ الهادِي | |
لمَّا سَرى عنها ابنُ بنتِ محمدٍ | بالأهلِ والأصحابِ والأولادِ | |
بَقِيَتْ عليلَتُهُ تنوحُ بعولَةٍ | وتقولُ ذابَ مِنْ الفِراقِ فُؤادي |
نعي :
سار احسين وأمسه الحرم مِغبِر | يويلي والمدينه غدتْ تِصْفِر | |
طلعوا آل هاشم عن وطنهم | او ظل خالي حرم جدهم بعدهم | |
ساروا ليلهم وابعد ظعنهم | اولن صوت العليله ابگلب مِحتَر | |
دَريضوا هنا يهلنا للعِليله | يهلنه افراگكم ما ليش حيله | |
يهلنه بعدكم ما نام ليله | او عيني من بعدكم دوم تسهر | |
يهلنه خلوا اخويه الطفل بالله | يضل عندي او روحوا اوداعة الله | |
يهلنه امن المرض گلبي تگله | يبويه خلوا اخويه الطفل واسدُر | |
ناده احسين يا فاطم دردّي | يبويه لَلّمدِينه وطن جدّي | |
لودّي لِچ علي ابني او چبدي | او لابد ما يجي يمّچ امخَبّر |
الگوريز :
لما أراد الإمام الحسين (عليه السلام) الخروج من المدينة جهة مكة المكرمة كأني به مرَّ على قبور الأحبة يودعهم فودع قبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم مرَّ على قبر أخيه المجتبى (عليه السلام) فودعه ثم مرَّ بقبر امه الشهيدة المظلومة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فوقف وسلم عليها يقولون: وإذا بالجواب من داخل القبر وعليك السلام يا غريب الأم وعليك السلام يا حبيب الأم وعليك السلام يا وحيد الأم
يحسين يابني هيّجت حزني عليّه | لأجلك بگبري لابسة ثياب العزية | |
أبكي عليكم يا ضحايا الغاضريّه | الله كاتب كربلا تحويك يحسين | |
يابني مصابك بالطفوف يشيّب الراس | گلي عليمن انتحب يا وافي الباس | |
لابنك علي يولا لبو فاضل العبّاس | يبگه اعله نهر العلگمي من غير كفين |
ثم عاد (عليه السلام) إلى منزله ولما أراد الخروج من المدينة نهائياً أركب عياله والنساء وأبقى المدينة ابنةً له مريضةً عليلة تسمى فاطمة أودعها عند أم سلمة ولما تحرك الركب يقولون زحفت خلف ركب الحسين (عليه السلام) ولما أخبر بذلك نزل إليها ضمها إلى صدره ولسان الحال:
يبويه اخذوني وياكم اسرج الخيل | وحط افراشكم لو چلچل الليل |
فقال بني عودي لأنك مريضة ولا طاقة لك على المسير وإذا استقر بنا المقام بعثت خلفك لتلتحقي بنا عادت ولكن دموعها تجري فأخذت تدخل في حجرة وتخرج من أخرى ولسان الحال:
بعدكم راح أظل بس تدمع العين | ويحگلي البچه والنوح كل حين | |
وگضي العمر حسرات وونين | على أهلي المشوا عنّي بعيدين |
لفراگهم ما ليش تمكين
حتى جلست عند مهد عبد الله الرضيع وأخذت تهزهُ بيديها لعله يسدُ عليها وحشة أهلها ولسان الحال:
مشوا عني هلي لالك ولالي | وزماني من بعد أهلي ولالي | |
للزم مهد عبد الله ولالي | بلچن يرد وحشتهم عليه |
تخميس:
بالأمسِ كانُوا مَعي واليومَ قَدْ رَحَلُوا | وخلَّفوا في سُويدَ القلبِ نيرانا | |
نَذرٌ عليَّ لإنْ عَادُوا وإنْ رَجَعُوا | لأزرَعَنَّ طَريقَ الطَّفِ ريحانا |