لقد مُني الهادي على ظلم جعفرٍ   بمعتمدٍ(1) في ظلمه والجرائم
أتاحت له غدرا يدا متوكلٍ   ومعتمدٍ في الجور غاشٍ وغاشم
وأشخص رغماً عن مدينة جده   إلى الرجس إشخاص العدوِّ المخاصم
ولاقى كما لاقى من القوم أهله   جفاءً وغدرا وانتهاك محارم
وعاش بسامراء عشرين حجةً   يُجزَّعُ من أعداهُ سمَّ الأراقم
بنفسي مسجونا غريبا مشاهدا   ضريحا له شقَّته أيدي الغواشم
بنفسي مسموما قضى وهو نازح   عن الأهل والأوطان جمَّ المهاضم
فهل علم الهادي إلى الدين والهدى   بما لقي الهادي ابنه من مظالم
وهل علم المولى عليٌّ قضى ابنُه   عليٌّ بسمّ بعد هتك المحارم
وهل علمت بنتُ النبيِّ محمدٍ   رمتها الأعادي في ابنها بالقواصم
سقى أرض سامرا منهمر الحيا   وحيى مغانيها هبوبُ النسائم
معالم قد ضمن أعلام حكمة   بنور هداه يهتدي كلُّ عالم
لئن أظلمت حزنا لكم فلقُربما   تُضيء هنا منكم بأكرم قائم
به تُدرك الأوتار من كل واترٍ   ويُنتصف المظلومُ من كل ظالم(2)

(1) ـ لعل الشاعر يقصد بالمعتمد الأمير وولي العهد الذي كان يتولى إيذاء الإمام (ع)

في ظل خلافة المعتز الخليفة الذي استشهد الإمام الهادي (ع) في زمانه.

(2) ـ المجالس السنية ج2.