بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس : السادس عشر |
الليلة الثالثة من محرم الحرام |
19/شوال/ 1435هـ . ق |
القصيدة : للمرحوم الشيخ محمد علي الأعسم
قد أوهنت جَلدي الدّيارُ الخالية | من أهلها ما للديار وماليه | |
ومتى سألتُ الدارَ عن أربابها | يُعدِ الصَّدى منها سؤالي ثانيه | |
كانت غياثاً للمنوب فأصبحت | لجميعِ أنواعِ النوائب حاويه | |
ومعالمٌ أضحت مآتمَ لا ترى | فيها سوى ناعٍ يجاوبُ ناعيه | |
وردَ الحسينُ إلى العراقِ وظنّهم | تركوا النفاقَ إذا العراقُ كما هيه | |
ولقد دعوهُ للعنا فأجابهم | ودعاهُمُ لهدىً فردُّوا داعيه | |
قسَتِ القلوبُ فلم تملْ لهدايةٍ | تباً لهاتيكَ القلوب القاسيه | |
ما ذاقَ طعمَ فراتهم حتى قضى | عطشاً فغُسِّلَ بالدماء القانيه | |
يابنَ النبيّ المصطفى ووصِّيهِ | وأخا الزكيِّ ابنَ البتولِ الزاكيه | |
تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ | لكنما عيني لأجلك باكيه | |
تبتلُّ منكم كربلا بدم ولا | تبتلُّ مني بالدموعِ الجاريه | |
أنْسَتْ رزيتُكُم رزايانا التي | سلفت وهوّنت الرزايا الآتيه | |
وفجائعُ الأيامِ تبقى مدةً | وتزولُ وهي إلى القيامة باقيه |
نعي :
طلعنه بشملنه امن المدينة | والناس كانوا حاسدينه | |
وللغاضرية من لفينه | اجتنه العده ودارت علينه | |
والكاتبتنه اغدرت بينه | وروحي بگت ولهه وحزينه | |
ناديت يا عزنه وولينه | يحسين سدّر بالضعينه | |
وشوف الجموع اگبلت لينه | او ما غير چتلك رايدينه | |
هيهات نرجع للمدينه | لابد يزينب تشوفينه | |
فوگ الرّمال امذبّحينه | وتتيسّر عزيزتي سكينه |
الگوريز :
وفي مثل اليوم الثاني من شهر محرم سنة 61 للهجرة نزل الإمام الحسين (عليه السلام) مع من كان معه من أهل بيته وأصحابه أرض كربلاء.
أقول: نزلوا كربلاء ورايات الهاشميين ترفرف على رؤوس الهاشميات فكلما رفعت واحدةٌ منهنّ رأسها رأت راية أبي الفضل العباس هو واخوته وبقية آل أبي طالب يحوطون بالعائلة الكريمة ولكن حرّ قلبي لها كيف خرجت من كربلاء شمرٌ عن يمينها وزجرٌ عن شمالها، وكلما رفعت واحدةٌ منهنّ رأسها رأت رؤوس حماتِها على الرّماحِ العالية:
هذي نساؤك مَن يكون إذا سرت | في الأسرِ سائقُها ومَن حاديها | |
أيسوقُها زجرٌ بضربِ متونها | والشمرُ يحدوها بسَبِّ أبيها | |
عجباً لها بالأمسِ أنتَ تصونُها | واليومَ آلُ اميةٍ تبديها |
* * *
مشينة والدمع يجري اعله الخدود | وهموم الگلب حملان وتزود | |
عگب هذا الولي المعروف بالجود | وعگب ذاك الأخو المگطوع الزنود | |
وعگب شبه النبي العترب ممدود | وعگب ذيك الأقمار الصيد الأسود |
شمر يحدي بضعنّه وناگتي يگود
* * *
نزل وبكربلا خيامه نصبها | ولعد الموت راياته نصبها | |
عليه امقدّر من الله نصبها | مصارعهم بهل التربه الزكيّه |
* * *
فكم دعت زينبٌ والدمعُ منهملُ | هذي الطفوفُ وفيها بالحشا شُعَلُ |
أبكي على سادةٍ بالطف قد قُتلوا
بالأمس كانوا معي واليوم قد رحلوا | وخلَّفوا بسويدا القلبِ نيرانا |