الله أكبر إنَّ الدين قد كسفت | ذُكاه لما ابن موسى حلَّ تربانا | |
الله أكبر إن العلم قد نَضَبَت | بحارُه لابن موسى بعد ما بانا | |
يا غيرة الله قلبُ الكون قلَّبه | سمٌّ يُقطع للأحشاء ألوانا | |
قضى الرضا نحبه سُمَّاً فحين قضى | قضى الهدى عادما للحق بنيانا | |
قضى غريب خراسانٍ بغصّته | نفسي الفدا لغريبٍ في خراسانا | |
ليت النبيَّ يراه قاذفا كبدا | كانت لدين الهدى قلبا وعنوانا | |
ليت النبيَّ يراه للردى غرضا | معالجا سكرات الموت لهفانا | |
لقد ذوى عودُ ريحان النبوة إذ | قضى الذي كان للأملاك ريحانا | |
وعزَّ أن تنظر الزهراء مهجتها | مضرومةً بضرام السم عدوانا | |
وإنَّ سماً سرى للجسم منه سرى | في قلب كل والي طاب إيمانا | |
فيا بني الحقّ حقٌّ أن يُجرِّحَكم | خطب يُجرِّح للمختار جثمانا | |
وإن يشبَّ ضرامٌ في قلوبكُمُ | فقلبه شبَّ فيه السمُّ نيرانا | |
ولا تهنُوا برمانٍ ولا عنبٍ | فسمُّه شاب أعنابا ورمانا | |
وفجّري يا عيون المجد مني دما | بصحن خدِّ العلا لا زال هتّانا(1) |
(1) ـ رياض المدح والرثاء ص200.